زاد استهلاك اليمنيين للسجائر بنسبة 50% منذ بدء ضربات التحالف العربي الجوية ضد جماعة أنصار الله (الحوثيين) في يوم 26 مارس/آذار الماضي، رغم ارتفاع أسعارها بمعدل 100%، حسب مصنعين وباعة سجائر يمنيين لصحيفة “العربي الجديد”. وكان سوق السجائر شهد نقصاً حاداً في أول أسبوعين من الحرب، حيث قام التجار بتخزين السجائر في الوقت الذي توقف فيه الاستيراد، ثم عادوا ليطرحوها في السوق بأسعار مرتفعة. وتزيد معدلات التدخين بشكل طبيعي في حالات الحروب والاضطرابات، نتيجة القلق الذي يعصف بالناس والمخاوف بشأن حياتهم ومستقبل أولادهم، حسب خبراء علم النفس. وقال محمد خالد، موظف، “أعمل في وظيفة حكومية، ورغم استمرار تلقي الراتب إلا أن المؤسسة التي أعمل بها ألغت جميع الحوافز والمكافآت وأبقت على الراتب الأساسي، ورغم انخفاض الدخل زاد استهلاكي للسجائر”. وأضاف، “كنت في الوضع الطبيعي أدخن عبوة سجائر يوميا ماركة مارلبورو العالمية، وأصبحت أدخن من عبوة ونصف إلى عبوتين، رغم ارتفاع الأسعار بمعدل 100%”. وأوضح خالد أن أغلب الموظفين في الدائرة الحكومية التي يعمل بها يتغيبون عن أعمالهم وبعضهم نزح إلى الأرياف، وأنه يقضي فترة ما بعد الظهيرة في مضغ القات وتدخين السجائر مع أصدقائه. وأشار نصر الزريقي، موظف حكومي، إلى أنه لم يكن يدخن إطلاقا، لكن نتيجة لتوقف العمل في الجهة التي يعمل بها، يخرج صباحاً ليلتقي أصدقاءه المدخنين في مقهى وسط #صنعاء، وبدأ رحلة التدخين من خلال سيجارة أو سيجارتين أخذها منهم حتى أصبح مدخناً، ويشتري علبة سجائر كل صباح. وقال زكريا أحمد، موظف في مدينة #تعز، ل “العربي الجديد”، إن السجائر التي أدخنها اختفت من محلات البيع ثم عادت بعد أن تضاعفت أسعارها. زيادة الإقبال وأكد باعة سجائر، أن نسبة إقبال المدخنين على شراء السجائر والشيش (أراجيل) زادت بنسبة 50% بسبب الحظر الجوي والبحري، وتعطل مصانع محلية منتجة للسجائر نتيجة الحروب الداخلية التي تشهدها المدن اليمنية. وأوضح مالك محلات لبيع الشيش (أراجيل) والسجائر في العاصمة #صنعاء، ربيع محمد، أن نسبة الإقبال على شراء السجائر زادت الفترة الأخيرة. لم يقتصر ارتفاع الأسعار على السجائر المستوردة، بل شمل المصنعة محلياً؛ والتي زادت بين 40 و100% . وارتفعت أسعار سجائر “روثمان” العالمية بنسبة 100% من 250 ريالا (1.2 دولار) إلى 500 ريال (2.3 دولار) للعبوة، وتملك الشركة المتحدة للصناعات التابعة لمجموعة هائل سعيد أنعم، امتياز تصنيع روثمان محليا، حسب تجار. وارتفعت أسعار “كمران” المشهورة محليا من 250 ريالا إلى 350 ريالا للعلبة، وتنتج سجائر كمران منذ 1963 عبر شركة كمران للصناعة والاستثمار (حكومية).