اليمن عبر تاريخه الطويل مر بمراحل تذبذب بين تطور ونماء وانكسار وتدهور.. بين قوة وتوحد وبين وهن وتشرذم... وبين هذا وذاك ،الفاعل والمفعول هو الشعب في كل زمان ونتائج ما يصل اليه اي بلد يعكس مدى تطور فكر وثقافة ابنائه. واليمن كان دائماً مركز تصدير للعقول والعلم والحضارات وحتى نعود كما كنا علينا أن نخلص النية ونترك عجله القيادة للقادرين الاقوياء المخلصين لله والوطن ، بمعنى أنه يصعب على بلادنا الخروج من هذا الواقع إلا بتولي اشخاص لهم تلك الصفات مجتمعة وليس احدها فقط ، أي ان المخلص لله والوطن لا ينفع البلد إن لم تتوفر لديه صفات القيادة من قوة وقدرة على إدارة هذه المرحلة الصعبة والعكس صحيح . لقد استبشر الجميع خيراً بتوافق الشعب على اختيار الاخ / عبد ربه منصور هادي رئيساً للجمهورية خلال اخطر مرحلة انتقالية تمر بها اليمن وكان هذا الاختيار رغبة حقيقية من المواطنين لتفادي التشرذم والحروب والفقر القاتل وحتى الآن فهو اختيار موفق ويجب على الجميع الوقوف معه والشد من ازره كما كان تفاؤل اليمنيين كبيراً بالتوافق على تشكيل حكومة ائتلاف توافقيه من مختلف التيارات السياسية في اليمن وقد تنفسوا الصعداء متفائلين الخير من هذه الحكومة كيفما كانت . لكن خلال الشهور القليلة الماضية لم يجد المواطنين ضالتهم والحلول التي يريدونها من الحكومة لإصلاح الوضع الاقتصادي والمعيشي والتنموي للوطن والمواطنين ... صحيح أن الوضع صعب والإرث كبير ومن يريدون فشلها يعملون بجهد ، لكن الإشكاليه تتمثل في أن الحكومة لم تبدءا بسلوك طريق واضح وسليم وبالتالي ستظل تراوح مكانها وقد يكون ذلك راجعاً لأسباب عديده يمكنني شرحها من وجهه نظري المتواضعة فيما يلي:- 1- لم يتم اختيار حكومة تكنوقراط من المتخصصين كلاً في مجال اختصاصه ! ولا ادري هل فقدت الاحزاب السياسية المتخصصين ضمن كوادرها. 2- الاخ رئيس الحكومة شخص وطني مُحب للبلد ويريد اخراج الوطن من محنته ولكنه جاء في ظروف لاتناسب امكانيته فالتمنيات فقط لا تحقق شئ. 3- بسبب ما ورد في البندين 1 و 2 فإن هذه الحكومة تعتبر فاشله في حل مشاكل المواطن .التنموية والاجتماعية او على الاقل البدء بحلحلتها وفق رؤية واضحة وسليمة تضع حلولا عاجلة ومتوسطة المدى وبعيدة المدى. 4- استمرار عمل معظم وزراء الحكومة تحت إطار الاحزاب التي ينتمون اليها .. هذه الاحزاب التي تعتبر نفسها ضمن امرين متناقضين تماماً ، فكلاً منها يدعي انه حزب حاكم وحزب معارض!!! فهل يستقيم هذا الحال، فهذا الوضع سقيم لن يقبل به الشعب الذي ارتضاكم لإنقاذه من اوضاعه المزرية. 5- غياب الرؤية والقدرة لإصلاح الاوضاع المعيشية للمواطنين وبناء دولة المؤسسات حتى إن توفرت الرغبة التي لا تساوي شيئاً في ظل غياب اساس تحقيقها. 6- التدخلات والاملاءات من بعض القوى الخارجية وكذا السياسية ومن تملك المال بالداخل الذين لا يفقهون إلا مصالحهم الخاصة. ياااااا حكومة الوفاق الوطني تكاتفوا لإنقاذ الوطن مالم فإن التاريخ لن يرحمكم احزاباً وأشخاصا . يا فخامة الاخ / الرئيس .. يا قيادات الاحزاب الموقعة على المبادرة الخليجية هناك من يراهن على فشلكم ... لذلك يجب اتخاذ حل عاجل وجذري واقتراحي يتمثل في :- قيام اللقاء المشترك بترشيح شخصية تتوفر فيها الإمكانية والقدرة والكفاءة والقوة والنزاهة وحب الوطن ليتولى رئاسة الحكومة كما انه من الأهمية بمكان تغيير الوزراء غير المتخصصين والفاشلين - دون مكابرة- ولن يكون ذلك انتقاصا من تلك الاحزاب أو الاشخاص بل هو إنقاذاً للوطن قبل ان يكون إنقاذاً لتلك الاحزاب . اعتقد جازماً أنه إذا لم يتخذ إجراء حازم وجرئ وسريع فإن ثورة الجياع قادمة لا محالة والبلد غني بثرواته وأبنائه ولكنها لم تستغل بشكل امثل . نسأل الله تعالى العون والتوفيق للجميع لما فيه خير هذا البلد وأبنائه المحاصرين من كل جانب بالظلم والفقر والجوع والعوز والجهل ورجاء لا تكابروا فيموت ابناء وطنكم. والله من وراء القصد،،،،،،،،