استأنفت قوات التحالف العربي بقيادة السعودية الخميس غارات مكثفة ومركزة على قواعد ومنشآت ومستودعات ذخيرة تابعة للحوثيين في جبل نقم المطل على العاصمة اليمنيةصنعاء، فيما قتل وأصيب العشرات من الميليشيا الشيعية ومن قوات حليفها الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح. وقال سكان وشهود أن النيران اشتعلت في المكان عقب انفجارات متتابعة وقعت بفعل الضربات الجوية على مخابئ أسلحة الانقلابيين في صنعاء. وقالوا إن الضربات الجوية على مواقع الحوثيين وصالح في العاصمة اليمنية تراجعت خلال اليومين الماضيين لكنها استؤنفت الخميس. ويقول محللون عسكريون، إن الهدف من الغارات المكثفة والمركزة على مواقع الميليشيا الشيعية وقوات حليفها صالح سواء في صنعاء أو غيرها من المدن والمحافظات، هو اضعاف قدرة الحوثيين العسكرية تمهيدا لهجوم حاسم محتمل. واضافوا، أن مستوى تسليح الحوثيين لا يمكن أن يستهان به نظرا لما تلقوه من ايران من دعم بالسلاح والمال، ونظرا لأنهم ميليشيا مسلحة بشكل جيّد حتى في عهد صالح الذي تراخى في مقاومتهم خلال سنوات حكمه لحسابات سياسية، وقد استولوا بعد انقلابهم على الشرعية على كل أسلحة الدولة. وفي تطور ميداني آخر قتل 15 مسلحا حوثيا الاربعاء واصيب العشرات منهم في معارك وغارات للتحالف العربي بمدينة تعز وسط اليمن، وفقا لمصادر طبية وأمنية. وقالت المصادر، إن المواجهات التي دارت بين الحوثيين والمقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبدربه هادي منصور في ثعبات وكلابة ومحيط منزل علي عبدالله صالح بحي الجحملية أسفرت أيضا عن إصابة 22 حوثيا، فيما اصيب 13 من مقاتلي المقاومة. وقد صلت ايضا إلى محافظة الجوف شمالي اليمن قوات من الجيش اليمني الوطني ومن المقاومة الشعبية ومن قوات التحالف لبدء معركة تحرير المحافظة من مسلحي الحوثيين وصالح. وذكر مصدر محلي أن قوات مشتركة من التحالف العربي وصلت إلى مناطق السيل والهضبة شرقي الجوف بالقرب من معسكر لبنات الذي يسيطر عليه مسلحو الحوثي وصالح والذي يبعد نحو 60 كيلومتر عن مدينة الحزم مركز المحافظة. وقال إن تلك القوّات المشتركة قادمة من معسكر الرويك معززة بالآليات والعربات والدبابات، استعدادا لبدء معركة تحرير المحافظة التي تقع على الحدود الجنوبية للسعودية. وأشار المصدر إلى أنها تعد أول عملية برية مشتركة بالجوف التي يسيطر عليها مسلحو الحوثي وصالح منذ منتصف يونيو/حزيران. وأضاف، أن غارات مكثفة شنتها طائرات التحالف العربي الذي تقوده السعودية خلال الأيام الماضية، استهدفت مواقع وتجمعات مفترضة للمسلحين الحوثيين في عدد من مناطق المحافظة التي يتوقع أن تشهد عمليات عسكرية لتحريرها. وقتل 7 من مسلحي جماعة الحوثي مساء الخميس وأصيب آخرون في هجوم شنته المقاومة الشعبية في البيضاء وسط اليمن، بحسب شهود عيان. وقال الشهود إن مسلحي المقاومة هاجموا موقعا عسكريا يسيطر عليه الحوثيون في مديرية ذي ناعم بمحافظة البيضاء. وأفادوا بأن المقاومة استخدمت في الهجوم أسلحة متوسطة وبنادق كلاشنيكوف. وتشهد البيضاء مواجهات متقطعة بين المقاومة الشعبية والمسلحين الحوثيين المسيطرين على مواقع عسكرية وحكومية في المحافظة، كما تتعرض مواقع الانقلابيين لغارات جوية من طيران التحالف. وذكر شهود عيان، أن طيران التحالف شن سلسلة غارات على مواقع الحوثيين بتعز وقصف المطار الدولي فيها الذي يتحصن فيه مقاتلون حوثيون ويستخدم في تخزين الاسلحة والذخيرة، وأن 4 حوثيين قتلوا واصيب عدد غير معلوم منهم. وأضافوا أن الغارات استهدفت معسكري اللواءين 22 في الجند و35، اللذين يسيطر عليهما الحوثيون اضافة إلى جسور في رسيان والوازعية والمخا غربي تعز. وقادت السعودية تحالفا عربيا عسكريا ضد الحوثيين بدءا من 26 مارس/آذار دعما للشرعية ولإعادة إرساء حكم الحكومة اليمنية التي أخرجها الحوثيون من العاصمة بقوة السلاح ولكبح التمدد الايراني في المنطقة. من جهة اخرى قالت الاممالمتحدة الخميس، انها تأمل في ان تعقد في الاسابيع المقبلة مباحثات سلام جديدة بهدف انهاء النزاع في اليمن رغم "الارتياب الكبير السائد بين الطرفين: الانقلابيون والحكومة الشرعية. واقترح مبعوث الاممالمتحدة الخاص الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد، تنظيم جولة جديدة من مفاوضات السلام في الاسابيع المقبلة، وفق ما اعلن جان الياسون نائب الامين العام للأمم المتحدة في جنيف. وقال المسؤول الذي عاد لتوه من زيارة شملت السعودية والامارات "اقترحنا ان تبدأ المباحثات قبل نهاية أكتوبر/تشرين الأول. واضاف "نأمل حقيقة ان تنظم هذه المباحثات وان يتزامن ذلك مع خفض للعنف ووقف للمعارك".