منذ أن بدأ التحالف العربي عملياته البرية قبل 3 أشهر في اليمن انقلب الوضع الميداني رأسا على عقب، ما يمكن ترجمته على وجه الخصوص تراجعا كبيرا بالنسبة إلى المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح. فقد أدت العمليات البرية إلى استعادة السيطرة على ثلاثة أرباع الأراضي اليمنية من قبضة مسلحي الحوثي وقوات صالح، وأخذت مساحة نفوذهم بالتقلص بوتيرة متسارعة، ومعها تراجعت قدراتهم التسليحية. ونجحت دول التحالف العربي بقيادة السعودية، منذ انطلاق عاصفة الحزم في مارس الماضي، في السيطرة على المجال الجوي اليمني ومنع المليشيات الحوثية وأعوانها من استخدام القوات الجوية ضد عمليات التحالف أو الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المناهضة لهم. كذلك قضت دول التحالف على الدفاعات الجوية، ودمرت مراكز القيادة والسيطرة التي تدار منها عمليات مسلحي الحوثي وقوات صالح، فتم تدمير الأسلحة الثقيلة كالدبابات والطائرات والصواريخ الباليستية، التي لم تعد موجودة في المعادلة القتالية للحوثيين، وكل ما تبقى لهم لا يتجاوز بعض الأسلحة الفردية والذخيرة التي يستخدمونها للدفاع وليس للهجوم. وترافقت السيطرة الجوية لقوات التحالف مع حصار بحري أدى إلى عرقلة وصول المساعدات إليهم من الخارج أو تهريب الأسلحة إليهم. وشملت خسارات الحوثيين الشريط الساحلي لليمن، بينما حققت دول التحالف أهدافها بالسيطرة على مضيق باب المندب وجزيرة ميون، وأصبحت معظم موانئ اليمن آمنة، كما تم تشغيل بعض المطارات بعد تعطلها لفتر طويلة. وتبع عاصفة الحزم، عاصفة الأمل، التي ترافقت مع تحرير محافظات استراتيجية، بدأت بعدن وامتدت لتبلغ مشارف تعز والجوف، مرورا بانتصار استراتيجي في مأرب. وبات من شبه المؤكد أن تكلفة الاستمرار في المسار العسكري ستكون باهظة على الحوثيين وحلفائهم. ومهد تحقيق الانتصارات والأهداف، فعليا، إلى عودة الشرعية في اليمن والتي تمثلت باستئناف عمل الحكومة المعترف بها من عدن.