بات الطريق الذي يربط محافظة تعز بمحافظة الحديدة مقطوعا بدءا من مساء الأحد بعد سيطرة قوات "الجيش الوطني" على مواقع للحوثيين في جبهتي المخا ووادي الضباب. ونشر الجيش الوطني بيانا دعا فيه المواطنين إلى تجنب استخدام ذلك الطريق بسبب ما قال إنه استخدام الحوثيين للمواطنين المارين عبره دروعا بشرية، "بعد أن اشتد عليهم الخناق". واندلعت معارك عنيفة في جبهة المخا مساء الأحد مع وصول تعزيزات عسكرية كبيرة للحوثيين، لكن مروحيات الأباتشي والسفن الحربية التابعة لقوات التحالف العربي بقيادة السعودية اقتربت من ميناء المخا وشنت - بحسب مصادر عسكرية وشهود عيان - أعنف قصف على ما تبقى من مواقع الحوثيين في الميناء الاستراتيجي. وقد تتيح السيطرة على الميناء تحرير محافظتي الحديدةوتعز من سيطرة الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، بحسب خبراء عسكريين. من جهة ثانية قال الصحافي والناشط الحقوقي فؤاد المسلمي، من أبناء تعز، ل«الشرق الأوسط»: «تمكن الجيش الوطني مسنودا بالمقاومة الشعبية في منطقة الضباب من تطهير منطقة ميلات ومدرسة ميلات وعدة تباب كانت قوات الحوثي تتمركز فيها، حيث تدور اشتباكات عنيفة حاليا بمنطقة المقهاية القريبة من النقطة الواقعة أسفل نقطة حديقة الصالح وعناصر الحوثي تتراجع باتجاه الربيعي، كما اقتربت قوات الجيش الوطني والمقاومة من حدائق الصالح». ويضيف: «المعارك على أشدها عند القصر الجمهوري على أسوار القصر، وطيران التحالف العربي يساند المقاومة بعشرات الغارات وتركز قصف الأباشتي على قصر صالة والقصر الجهوري والأمن المركزي والجبهة الغربية وعدد من مواقع وتجمعات قوات الحوثي وصالح»، مشيرا إلى أنه بسبب قصف قوات الحوثي وكردّ انتقامي وبشكل عشوائي على الأحياء السكنية «قصفت قوات الحوثي وصالح مستشفى الثورة، الأمر الذي جعل إدارة قسم حمى الضنك في مستشفى الثورة توقف استقبال الحالات المرضية حرصا على سلامة المواطنين بعد قصف المستشفى من قبل قوات الحوثي وصالح واستهداف القسم بإحدى القذائف». وفي الوقت الذي حقق فيه الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تقدما كبيرا في جبهة الضباب، غرب المدينة، يقول مصدر من المجلس العسكري ل«الشرق الأوسط»: «تمكن الجيش والمقاومة من إسقاط ما لا يقل عن 25 من قوات الحوثي وصالح وجرح أكثر من 33 آخرين، وتم أسر 5 من قوات الحوثي أثناء المواجهات في الضباب، في حين تناثرت عشرات الجثث لمسلحي الحوثي في الأماكن التي تم تحريرها من قبل الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بعد اشتباكات عنيفة، وقد تم تحرير تبة الجزار، وتبة غبار، وتبة ذارح، والحرمين، ومنطقة ميلات بالكامل، وتبة المنعم، وتبة سرور». ويضيف: «تمكنت مدفعية المجلس العسكري والمقاومة من استهداف تبة سوفييتل والسلال المطلة على القصر الجمهوري، بعدما نفذت المقاومة أيضا، فجر أمس، هجوما مباغتا على جولة سوفييتيل كانت فيها نقطة تتبع قوات الحوثي من خلال إلقاء قنابل يدوية عليهم ومقتل جميع من كان في النقطة ويقدر عددهم ب8 مسلحين، واشتداد المواجهات». من جهتها، تواصل قوات الحوثي وصالح، وكردّ انتقامي جراء تكبيدها الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد على أيدي المقاومة الشعبية والجيش الوطني وغارات التحالف العربي، قصفها الهمجي وبشكل عشوائي من أماكن تمركزها بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة على الأحياء السكنية بما فيها منطقة الروضة وحوض الأشراف التي قتل فيها 3 مدنيين وأصيب 27 آخرون جراء سقوط قذيفة جوار مسجد شولق. ويؤكد الناشط الحقوقي فؤاد المسلمي ل«الشرق الأوسط» أن «قوات الحوثي وصالح لا تزال تقصف وبشكل عشوائي على الأحياء السكنية بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ومن بينها حي السعيد بعصيفرة وحي عمار ابن ياسر وحي حوض الأشراف والموشكي، مستخدمة أيضًا مضادات الطيران، وسقوط قتلى وجرحى من المدنيين».