مني اليمين المتطرف الفرنسي بهزيمة تامة الأحد 13 ديسمبر 2015 في الدورة الثانية من انتخابات المناطق في فرنسا، وفشل في الفوز بآي من المناطق، رغم نجاحه التاريخي في الدورة الأولى قبل أسبوع، وذلك بعدما تكتلت الأحزاب التقليدية لمنعه من الفوز. هزمت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن بشكل خاص في الشمال من قبل منافسها من المعارضة اليمينية، كزافييه برتران، الذي استفاد من تجيير أصوات اليسار الحاكم له. وأكدت مارين لوبن تعقيبا على هزيمة حزبها، حزب الجبهة الوطنية، قائلة: " لا شيء سيتمكن من إيقافنا". وتشكل هذه النتائج لآخر اقتراع يجري قبل الانتخابات الرئاسية عام 2017، نكسة كبرى لرئيسة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبن وكذلك لأبرز شخصيتين أخريين في الحزب وهما ابنة شقيقتها ماريون ماريشال- لوبن في الجنوب وفلوريان فيليبو المخطط الاستراتيجي للحزب في الشرق. وحسب النتائج الأولية، فقد فاز حزب " الجمهوريون" اليميني التقليدي بست مناطق على الأقل فيما حقق اليسار انتصارا في 5 مناطق منأصل إجمالي 13. وبحسب الخبير السياسي جان-ايف كامو فان نتيجة الدورة الثانية "تؤكد وصول الجبهة الوطنية إلى طريق مسدود: فقد حقق الحزب نتيجة ممتازة في الدورة الأولى لكنه عاجز عن الذهاب ابعد". وترجح معاهد استطلاعات الرأي بالنسبة الى انتخابات العام 2017، ان مارين لوبن ستصل إلى الدورة الثانية بعد تصدرها نتائج الدورة الأولى. وأعيد ترسيم المناطق الفرنسية ال13 العام ا2014 ليصبح حجمها اقرب الى حجم المناطق الألمانية وتصل موازنتها الإجمالية الى 29 مليار يورو سنويا. وهي الهيئات الوحيدة القادرة على مساعدة مؤسسات بشكل مباشر. وخلال الدورة الأولى التي جرت في 6 كانون الأول/ديسمبر 2015 سجل حزب الجبهة الوطنية نتائج وطنية غير مسبوقة مع 28% من الأصوات وتصدر المرتبة الأولى في ست مناطق من أصل 13. وكانت الجبهة الوطنية تراهن على رفض الأحزاب التقليدية غير القادرة على حل الأزمة الاقتصادية والخوف الناجم عن الاعتداءات التي نفذها جهاديون في باريس في 13تشرين الثاني/نوفمبر واوقعت 130 قتيلا. حرب اهلية واعتبر رئيس الوزراء الفرنسي الاشتراكي مانويل فالس مساء الأحد 13 ديسمبر 2015 ان "خطر اليمين المتطرف لا يزال قائما في فرنسا" رغم فشل حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبن في الفوز باي منطقة فرنسية. وقال فالس "هذا المساء ليس هناك اي ارتياح او انتصار لان خطر اليمين المتطرف لا يزال قائما" مذكرا بتقدم الجبهة الوطنية غير المسبوق في الدورة الاولى من انتخابات المناطق. وكان مانويل فالس قد حذر صباح الأحد من حصول "حرب أهلية" اذا وصل حزب الجبهة الوطنية الى السلطة. ووعدت مارين لوبن ب"تحويل حياة الحكومة الى جحيم" في حال الفوز في الشمال. وفي السادس من كانون الاول/ديسمبر حققت مارين لوبن وابنة شقيقتها ماريون ماريشال-لوبن في الشمال (شمال با دو كاليه/ بيكاردي) والجنوب الشرقي (بروفانس/آلب/كوت دازور) افضل نتائح للجبهة الوطنية بحصول كل واحدة على اكثر من 40% من الاصوات. وحزب الجبهة الوطنية الرافض لاوروبا والمعارض لاستقبال مهاجرين يتراس حوالى عشر بلديات في فرنسا لكنه لم يحكم اي منطقة ابدا. وتاسس عام 1972 وترأسه منذ 2011 مارين لوبن التي نجحت في تقديم "صورة مختلفة" عن الحزب الذي ساهم والدها جان ماري لوبن في تاسيسه وعبر التخلي, على الاقل جزئيا, عن ناشطين معادين للسامية ولمثليي الجنس. وحتمت عملية اعادة تنظيم الحزب هذه إبعاد والدها الذي كان يثير فضيحة تلو الاخرى بتصريحاته المعادية للسامية وهجماته على المهاجرين. ففي مطلع ايار/مايو 2015 وعلى اثر تصريحات جديدة معادية للسامية صدرت عن جان ماري لوبن, وقعت القطيعة نهائيا بين الاب وابنته التي عمدت الى اقصائه من الحزب خلال الصيف. وقبل 16 شهرا من الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية حيث تتقدم مارين لوبن نوايا التصويت, ستترك نتائج انتخابات المناطق آثارا كبيرة على الاقتراع الرئاسي خصوصا في صفوف اليمين الذي حقق في الدورة الاولى نتائج مخيبة (27%). ونتائج الاقتراع قد تضر بطموحات الرئيس السابق نيكولا ساركوزي (2007-2012) لعام 2017 الذي يواجه خصمين محنكين ورئيسي وزراء سابقين داخل معسكره هما آلان جوبيه وفرنسوا فيون. ولم تنجح استراتيجيته التي تكمن في المنافسة مع اليمين المتطرف ازاء المواضيع الرئيسية التي يراهن عليها اليمين المتطرف مثل الامن والهجرة والهوية الوطنية, في منع توجه قسم من الناخبين اليمينيين المعتدلين الى الجبهة الوطنية. كما تسببت هذه الاستراتيجية بانقسامات داخل كتلته. وفي معسكر اليسار, يرى البعض ان "الجبهة الجمهورية" لمواجهة الجبهة الوطنية التي دعا اليها الحزب الاشتراكي, استراتيجية ترمي الى تقديم الرئيس فرنسوا هولاند الذي تحسنت شعبيته بعد اعتداءات باريس, كافضل مرشح لاستحقاق عام 2017.