الأجواء المشحونة وحالة اللاوفاق السائدة بين شركاء الحكومة فيما بينهم.. وأيضاً الخلافات المتصاعدة بين أحزاب اللقاء المشترك والصدامات المسلحة بين الإصلاحيين والحوثيين وبين الإصلاحيين والحراك.. كلها نذر شؤم وبوادر ببقاء الأزمة اليمنية واحتمال تصاعدها.. وتؤكد أن لا أمل لنا للخروج من دوامة هذه الأزمة الطاحنة في ظل التمترس القائم وعدم وجود رغبة حقيقية عند الأطراف المتصارعة لحلحلة الأزمة ووضع حد لها بما يهيئ المجال لفتح آفاق للحوار الوطني الجاد والمسئول الذي يضع مصلحة الوطن فوق كل المصالح الأخرى.. ومانسمعه من حديث عن قرب انعقاد مؤتمر الحوار الوطني تبدده دعوات التصعيد التي يطلقها بعض أطراف الحوار وعلى رأسهم حزب الإصلاح الذي يبدو أنه يسير في الاتجاه المعاكس والمضاد لمشروع الحوار الوطني والمعارك الدائرة بين الإصلاحيين والحوثيين في عمران والجوف والصدامات بين الإصلاحيين وقوى الحراك ،بالإضافة إلى حالة التوتر والاحتقان الذي تسود علاقته مع المؤتمر الشعبي العام، كل هذا ضمن مخطط واستراتيجية لوأد الحوار قبل أن يبدأ.. وقد أثبتت الأيام أن المليشيات واللجوء إلى التصعيد ستبقى الكرت الرابح لحزب الإصلاح لتمرير مشروعاته الخاصة وتنفيذ مخططاته الرامية للسيطرة والاستحواذ على النصيب الأكبر من مغانم السلطة، بعيداً عن المسار الديمقراطي ومبدأ التداول السلمي للسلطة.. وكلما شعر حزب الإصلاح بأن أيام الأزمة أصبحت معدودة وأن حلم اليمنيين بدولة مدنية يسودها العدل والنظام ويتعايش جميع أبنائها بأمن وسلام من الممكن أن يصبح حقيقة بدأ بخلط الأوراق والبحث عن مبررات لتصعيد الأزمة وبقائها. الأسبوع الماضي أقدم مسلحون على إغلاق عدد من المرافق الحكومية في محافظة تعز .. المضحك في الأمر أن هؤلاء المسلحين زعموا أن عملهم هذا المخالف للنظام والقانون ردة فعل على حزب الإصلاح الذي تنكر لهم ولم يهتم بتجنيدهم كما وعدهم من قبل.. يعني أن المسلحين وجهوا رسالة قوية وعنيفة لحزب الإصلاح بإغلاقهم لمبنى اتحاد نساء اليمن ،والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ونيابة الأموال العامة ،والمعهد الوطني للعلوم الإدارية، بالإضافة إلى الهيئة العامة للتأمينات والمعاشات ،وكلها مبانٍ حكومية تقع بالقرب من ساحة الاعتصام، المعصوم أصحابها من أي مساءلة قانونية . وهذا عذر أقبح من ذنب.. فإن كان الإصلاح قد غدر بهم واستغلهم ورمى بهم بعد أن قضى حاجته وحقق مصالحه.. فالمنطق والعقل يقول إن إغلاق مقرات الإصلاح هو الرد المناسب إن كان هؤلاء المسلحون لايتبعون الإصلاح وليسوا من ميليشياته.. وليس ماأقدموا عليه يندرج ضمن مخطط يجر المحافظة إلى دائرة العنف من جديد، بالتزامن مع إعلان تعز عاصمة للثقافة وقرب موعد انعقاد مؤتمر الحوار.. لكن الحقيقة التي يعرفها الجميع أن التلويح بالتصعيد وإثارة العنف وأعمال التقطع وحوادث الاغتيالات.. إلخ ، أوراق ضغط وكروت يلعبها الإصلاح بجدارة لتحقيق مطالبه التي لاتنتهي ولاتقف عند حد.. وعلى خصومه ومن يخالف رأيه أن يدرك أن أيامه باتت معدودة.. وماحادثة محاولة اغتيال الدكتور ياسين سعيد نعمان التي أنكرها الإصلاح عنا ببعيد.