مع كثرة الحديث هذه الأيام عن قرب موعد انعقاد المؤتمر الوطني للحوار يزداد قلق المواطن اليمني وخوفه من نتائج هذا الحوار الذي يعلق عليه آمالاً عريضة ويرى فيه طوق النجاة للخروج من هذه الأزمة الخانقة.. فالمواطن اليمني يحلم بهذا اليوم الذي يرى فيه الأطراف المتصارعة منذ أشهر قد تركوا متارسهم وغادروا خنادقهم يجلسون حول طاولة واحدة يتحاورون بالكلمات بعد أن كانوا يتحاورون بالرصاص والقذائف.. تساوره الكثير من الشكوك والمخاوف من أن يتحول حلمه الجميل إلى كابوس مرعب ويقطع حبل رجائه وأمله بعودة الأمن والاستقرار والسلام إلى ربوع الوطن الواحد.. المواطن اليمني الذي ذاق الويلات طوال أشهر الأزمة لايهمه انعقاد المؤتمر الوطني للحوار وعدد المشاركين فيه بقدر مايهمه ويشغل باله ماسيتمخض عن هذا المؤتمر والنتائج التي سيخرج بها.. والأهم من ذلك شكل العلاقة بين أطراف الأزمة أثناء وبعد الحوار..! ولأن نجاح الحوار هو المهم بالنسبة لنا ونرى فيه تقرير مصير للوطن ومستقبل كل أبنائه.. فنحن ضد من يقول إن المشاركة في الحوار هي المهم.. ولانوافق أبداً من يقول أيضاً إن الوصول إلى الحوار والجلوس حول طاولة واحدة هو إنجاز في حد ذاته لأن مثل هذا المنطق لايتوافق مع الهدف الأساسي من عقد المؤتمر الوطني للحوار وأن من يؤمن بفكرة المشاركة في الحوار من باب المشاركة فقط فإنه لايريد الخير للوطن وسيكون حضوره عائقاً وأحد الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى فشل الحوار واغتيال حلم اليمنيين الأخير.. ولاأريد هنا الحديث عن السيناريوهات المحتملة في حال أخفق المتحاورون في تسوية خلافاتهم وإزالة التوترات فيما بين أحزابهم وكتلهم السياسية المتناحرة ، حتى لاأكون ممن يخافون الشر قبل وقوعه وإن كنت متخوفة من عدم نجاح الحوار لأسباب كثيرة أهمها أن هناك قوى لاتريد الحوار ولاتؤمن بالرأي الآخر وتعمل كل مابوسعها لإفشال الحوار قبل انعقاده كما هو الحال بالنسبة لحزب الإصلاح.. ومانسمعه من تصريحات قادته والإشكالات التي يفجرونها مع عدد من القوى المدعوة للمشاركة في الحوار مثل الحراك والحوثيين، دليل على أن هذا الحزب لديه مشروعه الخاص به.. وإن كان الإصلاح طرفاً في كل الأحداث والمواجهات التي تشهدها معظم محافظات الجمهورية إلا أن ماقاله الشيخ صادق الأحمر يبقى هو العنوان الأبرز للحوار والنتائج التي ستسفر عنه.. ومن السخف الحديث عن ثقافة الحوار والتسامح في ظل سيادة ثقافة العنف.. ومن غير المنطق أن نتحدث عن حوار وطني وأحد أطراف الحوار يعلي القبيلة فوق الدولة ويؤمن بالطائفية والمناطقية أكثر من إيمانه بالوحدة والمواطنة المتساوية.. وحين أقول أحد أطراف الحوار أقصد هنا الإصلاح باعتبار أن صادق الأحمر ومليشيات القبائل هم الجناح العسكري لهذا الحزب.. وكما يقال الجواب يعرف من عنوانه.. فإن نتائج مؤتمر الحوار معروفة سلفاً ومع ذلك نظل متفائلين بأن العقلاء من مختلف مكونات المجتمع اليمني وساسته لن يسمحوا لأصحاب العقول المتحجرة أن يعيقوا بناء الدولة المدنية الحديثة.