قال التليفزيون الإيراني إن 7 أشخاص قد قتلوا أمس في طهران على هامش مظاهرة احتجاج في طهران. وقالت محطة برس تي في الرسمية الإيرانية الناطقة بالإنجليزية " إن القتلى قد سقطوا بالقرب من موقع لمسيرة غير قانونية". وتفيد التقارير بأن القتلى قد سقطوا بعد هجوم استهدف نقطة عسكرية بالقرب من المكان الذي نظمت فيه المسيرة. وقد شارك مئات الآلاف في مسيرة احتجاج على إعلان فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد بولاية ثانية وحصوله على أغلبية كاسحة في الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم الجمعة. قرار منتظر وقد أعلن رئيس مجلس صيانة الدستور في إيران آية الله احمد جنتي في تصريح للتلفزيون الرسمي أن المجلس سيبت قريبا في الطلب الذي تقدم به المرشح مير حسين موسوي لإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية. وقال آيه الله جنتي "آمل ألا يتطلب الأمر وقتا طويلا قبل أن يعرف شعب إيران النبيل أنه تم النظر في المسألة" معربا عن أمله في أن يتمكن من "الحصول على رضا الله أولا ثم رضا المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي والشعب". ويعتبر مجلس صيانة الدستور، الذي يعين أعضاؤه مباشرة أو بشكل غير مباشر من قبل المرشد الأعلى، الجهة المكلفة بالتصديق على نتائج الانتخابات وبحث كل ما يرد من شكاوى في نتائجها. أما مير حسين موسوي فقد صرح بأنه "غير متفائل" بالنتيجة التي سيعلنها مجلس صيانة الدستور بعد بحث الشكوى التي تقدم بها بخصوص إلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية. ونقلت وكالة رويترز تصريحا عن موسوي نشره موقعه على شبكة الانترنت يقول فيه "لقد قدمت طعنا إلى مجلس صيانة الدستور إلا أنني لست متفائلا كثيرا بشأن الحكم الذي سيصدر عن المجلس. كثيرون من أعضائه لم يكونوا محايدين خلال الانتخابات وكانوا يؤيدون مرشح الحكومة". مقتل متظاهر وكان متظاهر إيراني قد قتل بالرصاص الاثنين وأصيب آخرون مع نهاية تظاهرة حاشدة في طهران لأنصار حسين مير موسوي، المرشح الإصلاحي الذي خسر في الانتخابات الرئاسية. وذكرت التقارير أن إطلاق النار سبب الذعر في ميدان أزادي وسط المدينة، حيث فرت أعداد كبيرة من المتظاهرين محاولة الاحتماء بالمنازل المجاورة. ومن غير الواضح حتى الآن من أطلق الرصاص أو الدافع وراء ذلك. وكان موسوي قد انضم إلى آلاف المشاركين في المظاهرة الضخمة للتعبير عن الاعتراض على النتيجة التي فاز بموجبها الرئيس الحالي محمود احمدي نجاد بولاية ثانية. وقال موسوي أثناء مخاطبته للجماهير المحتشدة إنه مستعد للمشاركة بعملية اقتراع جديد، مؤكدا إنه جرى تزوير نتائج التصويت لصالح أحمدي نجاد، التهمة التي نفاها الأخير بقوله إن الاقتراع كان "عادلا". واحتشد آلاف المتظاهرين وسط المدينة هاتفين شعارات التأييد لموسوي الذي ظهر فجأة بين الحشود من خلال فتحة سيارته وخاطب المحتجين قائلا: "إن اقتراع الشعب أهم من موسوي أو من أي شخص آخر". وقبل ظهور موسوي في المظاهرة، شق المحتجون طريقهم في شوارع المدينة واصطدموا مع رجال يحملون هراوات ويستقلون دراجاتهم، وهم على ما يبدو من أنصار أحمدي نجاد. وقال مراسل بي بي سي في طهران إن هذه المظاهرات تعتبر زلزالا سياسيا بالنسبة لإيران، وإن المتظاهرين لا يتحدون فقط نتائج الانتخابات بل النظام الحاكم بأسره. وتعد هذه المظاهرات الأكبر التي تشهداها إيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979. خاتمي ينتقد وكان الرئيس الإيراني السابق، محمد خاتمي، والذي يدعم موسوي، قد انتقد السلطات الإيرانية لعدم إصدار وزارة الداخلية ترخيصا رسميا لتظاهرة اليوم الاثنين. وقال خاتمي قبيل التحاقه بالتظاهرة إن لأنصار موسوي الحق بالتظاهر السلمي والتعبير عن رأيهم. وعلى الرغم من دعوة موسوي أنصاره لإلغاء التظاهرة بادئ الامر، عاد المحتجون إلى التظاهر في وقت لاحق حيث تدفق الآلاف إلى وسط العاصمة بعد انتهاء احتجاج صغير جرى في جامعة طهران تكلمت خلاله زوجة موسوي، زهرا راهنافارد، أمام الطلاب وأخبرتهم أنه تم إلغاء التظاهرة الكبيرة حفاظا على سلامتهم ولتجنيبهم المخاطر. بيان الداخلية وفي بيان لها نقلته وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية، قالت وزارة الداخلية إنها "تحمِّل موسوي مسؤولية كل ما ينتج عن التظاهرة إذا حصلت". وكانت بي بي سي قد نقلت أن موسوي قرر إلغاء التظاهرة بعدما علم أن قوى مكافحة الشغب ستكون مزوَّدة بذخيرة حية في حال حصلت التظاهرة، وذلك قبل أن يعود وينضم إلى المتظاهرين لاحقا. في المقابل، نقل التلفزيون الإيراني عن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، علي خامنئي، دعوته موسوي "إلى متابعة طعنه بالانتخابات بالوسائل القانونية المتاحة". أنصار نجاد يحتفلون وفي تطور آخر، أعلن مجلس صيانة الدستور أنه تلقى طعونا بالانتخابات من كل من المرشحين مير حسين موسوي ومحسن رضائي، القائد السابق للحرس الثوري. وقال ناطق باسم المجلس إنه سيتم النظر بهذين الطعنين وسوف يبلغ المجلس قراره للمرشحين في غضون عشرة أيام. وقد قلل أحمدي نجاد، الذي فاز بأغلبية كبيرة في الانتخابات الرئاسية التي جرت الجمعة، من أهمية الاحتجاجات على نتائج الانتخابات. واستبعد نجاد التشكيك بنتائج الانتخابات، وقال إن من لديه وقائع ومستندات "أن يتقدم بها لمجلس صيانة الدستور، وهو بالتجربة والتاريخ لا يتسامح مع انتهاكات القانون". ووصف الاحتجاجات بأنها تشبه ما يحدث بعد مباراة كرة قدم، وقال: "إذا حضر 70 ألفا مباراة كرة قدم وبعد النتيجة تُستثار المشاعر وتحدث فورات وردود فعل، فما بالك بانتخابات شارك فيها حوالي 40 مليونا".