سيطرت المعارضة المسلحة في سوريا امس على بلدة حدودية كانت مصدر قصف ورد تركي، كما هدد الثوار بقتل اسرى ايرانيين اذا لم تنسحب قوات النظام السوري من الغوطة الشرقية بريف دمشق، ما حمل بطهران للمطالبة بالافراج الفوري عن رعاياها. وتعرضت احياء حلب وريف دمشق الى قصف عنيف، فيما شهدت احياء حمص اضافة الى القصف اشتباكات عنيفة، فيما اعلنت السلطات قتل « ارهابيين» بينهم 4 اتراك. وسيطر المقاتلون المعارضون على قرية خربة الجوز في جسر الشغور بمحافظة إدلب بعد معارك استمرت ساعات، بحسب المرصد الذي اكد ان المقاتلين رفعوا «علم الثورة» وسيطروا على حواجز للقوات النظامية. وادت الاشتباكات الى سقوط «ما لا يقل عن 25 (جنديا) من القوات النظامية واصابة العشرات منهم بجراح»، في حين قتل ثلاثة من المقاتلين المعارضين «بينهم قائد كتيبة»، بحسب ما افاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن، موضحا ان اشتباكات تدور بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية على اطراف البلدة .واضاف ان مطاردات واشتباكات تسجل بين المقاتلين المعارضين والجنود النظاميين بين خربة الجوز وقرية الديموس المجاورة لها. وتبعد القرية نحو كيلومترين عن الحدود السورية التركية، وهي مقابلة لقرية غوفيتشي بمحافظة هاتاي التي سقطت فيها صباحا قذيفة مصدرها الاراضي السورية من دون ان يسفر انفجارها عن ضحايا، لكن الجيش التركي رد عليها بمثلها، بحسب بيان تركي. واطلق الجيش التركي اربع دفعات من قذائف الهاون على مصدر القصف الصادرعن بطارية للقوات النظامية السوري في خربة الجوز، بحسب بيان لمحافظة هاتاي اشار ايضا الى ان القصف السوري كان يستهدف مقاتلين معارضين ينتشرون قرب الحدود. وقالت محافظة هاتاي في بيان ان الجيش التركي رد باطلاق اربع دفعات من قذائف الهاون، موضحا ان القصف صدر عن بطارية لقوات موالية للنظام السوري واستهدف معارضين سوريين مسلحين ينتشرون قرب الحدود السورية التركية. من جهة ثانية، قتل عشرة اشخاص صباح امس في قصف واشتباكات في حمص وسط سوريا، مع استمرار استهداف القوات النظامية لحي الخالدية وسط المدينة. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان «ارتفع الى عشرة عدد الشهداء الموثقين الذين سقطوا خلال الاشتباكات والقصف الذي تتعرض له بلدة الطيبة الغربية والتي نزح عنها غالبية سكانها»، مشيرا الى ان من بين هؤلاء «ستة مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة سقطوا خلال اشتباكات مع القوات النظامية التي تحاول اقتحام البلد». كما ذكر المرصد ان حي الخالدية يتعرض لقصف عنيف من قبل القوات النظامية «التي تحاول اقتحامه من عدة محاور وتشتبك مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة على اطراف الحي». وكانت القوات النظامية استخدمت الجمعة الطيران الحربي للمرة الاولى في هذا الحي. وفي دمشق يشهد حي المهاجرين انتشارا كثيفا لعناصرالامن مع تمركز عدد من القناصة «رافقها عمليات دهم وتفتيش للمنازل في الحي»، بحسب المرصد. وفي ريف دمشق تعرضت بساتين الغوطة الشرقية للقصف بحسب المرصد، الذي اشار الى تركيز القوات النظامية على بلدة اوتايا «التي استهدفها الطيران الحربي». ورافق القصف على المنطقة «تحليق لمروحيات مقاتلة في سماء المنطقة»، غداة اسقاط مقاتلين معارضين طائرة مروحية في الغوطة الشرقية.
وفي حلب، تعرضت احياء السكري والعامرية والمرجة ومساكن هنانو والفردوس والصالحين والسكري والفردوس للقصف، بحسب المرصد. ونقل التلفزيون السوري ان «وحدة من قواتنا الباسلة تدمر سيارتين مزودتين برشاشات دوشكا وسبع سيارات نوع مرسيدس بمن فيها من الارهابيين بينهم اربعة اتراك عند منطقة الاشارات في بستان القصر بحلب». في غضون ذلك زار الرئيس السوري بشار الاسد ضريح الجندي المجهول في الذكرى التاسعة والثلاثين لحرب تشرين الاول، في حين استمرت اعمال العنف في نواحي مختلفة من البلاد حاصدة 59 شخصا. وقال التلفزيون السوري في شريط عاجل ان الرئيس الاسد «زار السبت صرح الشهيد في جبل قاسيون في دمشق في ذكرى حرب تشرين التحريرية». وبث التلفزيون في وقت لاحق مشاهد للاسد وهو يصافح عددا من المسؤولين الرسميين والعسكريين عند النصب، ويقبل فتيات عانقنه اثناء مغادرته المكان، من دون ان يدلي بتصريح.وفي هذه المناسبة، اطلقت السلطات اذاعة و قناة تلفزيونية اخبارية. وباشرت اذاعة سوريانا وقناة التلاقي الاخبارية بثهما «لمواجهة الغزوة الاعلامية الكبيرة» التي تقول السلطات ان البلاد تتعرض لها من قبل «الاعلام المغرض». على صعيد اخر، افادت وكالة سانا ان سوريا تسلمت 24 طنا من المستلزمات الطبية والادوية كمساعدة قدمتها اليها موسكو ووصلت الى دمشق صباح امس على متن طائرة روسية. من جانبها، طالبت وزارة الخارجية الايرانية بالافراج الفوري عن عشرات الايرانيين المخطوفين في سوريا منذ بداية اب الماضي بيد مجموعات مسلحة، محذرة من ان هذه المجموعات ستتحمل المسؤولية عن حياتهم. وقال المتحدث باسم الوزارة رامين مهنبراست بحسب بيان للوزارة ان «خاطفي الزوار الايرانيين في سوريا والذين يدعمونهم مسؤولون عن حياتهم». واضاف ان «الجمهورية الاسلامية الايرانية تطالب المنظمات الدولية بمنع مثل هذه الاعمال وبذل كل ما في وسعها للافراج الفوري عن كل الزوار والرعايا الايرانيين».وهدد المقاتلون السوريون بقتل كل الرهائن الايرانيين اعتبارا من السبت اذا لم ينسحب الجيش السوري من منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق. وهي المرة الثانية التي يهدد فيها المقاتلون المعارضون للنظام السوري بقتل الرهائن الايرانيين.والجمعة هدد مقاتلون سوريون معارضون بإعدام رهائن ايرانيين خطفوهم مطلع آب الماضي، ما لم تنسحب القوات النظامية السورية من منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق.وقال قائد المجلس العسكري الثوري في دمشق وريفها ابو الوفا «منحنا النظام مهلة 48 ساعة بدءا من الامس (الخميس) للانسحاب كليا من منطقة الغوطة الشرقية».واضاف «لدينا ايضا مطالب سرية عسكرية اخرى»، مؤكدا انه في حال عدم تلبية النظام السوري هذه المطالب «سنبدأ بالقضاء على الرهائن». في مالطا ، دانت قمة مجموعة دول 5+5 التي تضم خمس دول عربية وخمس دول اوروبية امس «الجرائم الوحشية التي ترتكبها القوات الحكومية السورية وميليشياتها واي عنف مهما كان مصدره»، وذلك في بيان ختامي اصدرته في مالطا. واورد البيان الذي صدر في ختام القمة ان قادة مجموعة دول 5+5 دعوا الى «وضع حد فوري لاعمال العنف هذه»، منددين ب «استمرار القتل والعنف» ومعتبرين ان «على النظام السوري ان يكون اول من يضع حدا لذلك». وفي المؤتمر الصحافي الختامي، شدد رئيس الوزراء المالطي لورانس غونزي على ان اعلان مالطا الختامي حول سوريا «واضح جدا في ادانته المطلقة لاعمال العنف» في هذا البلد. واكد رئيس المؤتمر الوطني الليبي العام محمد المقريف الذي شارك في المؤتمر ان «ليبيا الجديدة تدعم من دون تردد ثورة الشعب السوري. من حقهم ان يختاروا حكومتهم». وشدد البيان على «اهمية وضع حد للافلات من العقاب ومحاسبة منتهكي حقوق الانسان»، وحض «النظام السوري على اتخاذ التدابير الملائمة لضمان سلامة المدنيين والسماح بايصال المساعدات الانسانية من دون معوقات». واكد ايضا اهمية «وحدة سوريا» داعيا الى «التشكيل الفوري لحكومة انتقالية تتمتع بكل السلطات وتنقل سوريا الى نظام سياسي ديموقراطي تعددي».