يخشى كثير من المراقبين أن تؤدي هيمنة حزب الله على مفاصل القرار في الدولة اللبنانية إلى جر البلاد لصراع دام يعيد إلى الأذهان أعوام الحرب الأهلية التي أغرقت البلاد في الفوضى لأكثر من 14 عاما. وزادت أجواء التوتر في لبنان بعد القرار السعودي بمراجعة شاملة للعلاقات مع بيروت، ولاسيما أن "بلد الأرز" يشهد فشلا في مؤسسات الدولة، إذ لم تنجح القوى السياسية في الاتفاق على شخص رئيس الجمهورية لقرابة عامين. وقد دفع خروج لبنان عن الإجماع العربي في إدانة الاعتداءات الإيرانية على الممثليات الدبلوماسية السعودية في إيران، المملكة إلى مراجعة شاملة للعلاقات مع لبنان نظرا لمواقف حزب الله من السعودية، وإدانة خليجية للموقف اللبناني. واعتبر وزير الثقافة والاعلام السعودي، عادل الطريفي أن الحكومة اللبنانية بدأت تأخذ تعليماتها الخارجية من طهران، متهما حزب الله بالسعي إلى تحويل لبنان إلى دولة فاشلة. وأكد الطريفي في مقابلة مع "سكاي نيوز عربية" أن توقف المساعدات السعودية عائد لتخوف المملكة من وقوعها في أيدي حزب الله وإيران. من جانبها حملت قوى الرابع عشر من آذار حزب الله مسؤولية ضرب استقرار لبنان الأمني والمعيشي وتدهور العلاقات مع الرياض وأكدت رفضها المس بسيادة أي دولة عربية. وأعلن وزير العدل اللبناني أشرف ريفي، الأحد، استقالته من منصبه، متهما حزب الله بتدمير العلاقات اللبنانية السعودية، وحمل حزب الله مسؤولية تعطيل الدولة وبناء "دويلة في لبنان". من جانبه، قال الرئيس اللبناني الأسبق، أمين الجميل، إن بلاده تعيش ما سماه انقلابا أبيض، بتعطيل المؤسسات وإعاقة انتخاب رئيس جديد. وأضاف الجميل، في لقاء مع "سكاي نيوز عربية" أن إرادة لبنان باتت مسلوبة، ما يهدد علاقات بيروت مع وسطها العربي، على حد تعبيره. وطالب رئيس الوزراء اللبناني السابق، فؤاد السنيورة من الحكومة اللبنانية احترام الدستور وقرارات الشرعية الدولية وتطالبها بالاجتماع الفوري لاتخاذ موقف صارم وواضح يؤكد التزام لبنان بالتضامن والاجماع العربي ورفض أي تعرض أو انتهاك للسيادة في أي دولة عربية. ويقول سياسيون لبنانيون إن حزب الله تخطى كل الخطوط الحمراء في إبعاد البلد عن عروبته وهويته الحقيقية وجره إلى المحور الإيراني. وقال النائب مروان حمادة: "لقد طفح الكيل مع حزب الله حلفائه لأنهم يريدون تحويل لبنان إلى قاعدة إيرانية، ويجب أن نتحمل المسؤولية لأن الحق علينا كقوى وكان لا بد من التحرك منذ مدة طويلة لوضع حد لما يحصل". ................ تابع الأحداث أولا بأول من هاتفك عبر قناة "براقش نت" علّى التيليجرام https://telegram.me/barakishnet