دعا الشيخ د. صالح آل طالب إمام وخطيب المسجد الحرام السعوديين الى جمع الكلمة وتوحيد الصف والجهد لتحقيق الهدف والوصول بالسفينة الى بر السلامة في غمار الحروب التي تخوضها المملكة، محذّرا من أن العدو يتربص بالمملكة ويسعى لاقتحام ثغر الداخل من خلال بث الفرقة والاختلاف وإثارة القضايا الخلافية . وأضاف آل طالب في خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة أن الزمن بأوجاعه ومخاتلة أشراره لا يحتمل التصعيد والمناكفات. وتابع آل طالب: “لابد من حقن الأحبار وكف الألسن حتى يأذن الله بانفراج الأزمات المحدقة بالأمة وانكشاف الغمة”. وقال آل طالب إن الأمة تمر بأوضاع تستدعي التوقف حتى عن بعض المباح فكيف بالإثم ، مشيرا الى أن المبادئ التي قامت عليها الأمة قرونا لخّصها القرآن في قوله تعالى “الذين إن مكنّاهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور”. وقال إمام وخطيب المسجد الحرام إنه لابد للحق من صوت يُعليه وقوة تحميه، ورجال يذودون عنه ، وخاطب من سماهم بالمرابطين في سبيل الله قائلا: “فيا أيها المرابطون في سبيل الله، إنكم واللهِ تُغبطون على ما أنتم فيه من عظيم العمل، وجزيل الثواب، فهنيئا لكم الأجر والشرف.. وأبشروا بالظفر والنصر” وتلا آل طالب قوله تعالى “وكأيّن من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين”. وأورد آل طالب أحاديث في فضل الرباط والجهاد في سبيل الله، منها قول الرسول محمد صلوات الله عليه: “رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها “، مشيرا الى أن الرباط والجهاد فروض شرعية لها معالمها وحدودها وفق الشريعة لا وفق الأهواء،و لا كما يصورها الأعداء أو يتبناه السفهاء. وقال آل طالب إن الرباط والجهاد شُرعا لحفظ الدين والأنفس والأموال والديار، مشيرا الى أن من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو مجاهد في سبيل الله. وتساءل إمام الحرم مستنكرا: ” فهل يعلى كلمة الله من يقتل المصلّين في المساجد وينتهك الحرمات، ويبدد الأمن في ديار الآمنين، ويستهدف المسالمين بالقتل والتخريب والتدمير؟”.