لا وين رائح يا بابا قل لي لا وين أنا ذاهب يا ولدي أغرس ورداً أزرع زهراً أنزع آثار الحرب الهوجاء وأغرس بدلاً منها حباً ووفاء سأستل من القاضي سيفه وأقاضي أرباب الحرب ومن باعوا وطني وهدموا بيتي وشربوا بدلاً من كأس الحب دماء أنا لا أمزح يا ولدي فالحرب فنون والحرب جنون والحرب صراخ ُوبكاء والحرب ضياع وشقاء يا ولدي إن مت شهيداً فأنا أرسم للجيل القادم مجداً وأخط بقلمي شعراً كي يتعلم معنى الحرية ويناضل من بعدي بدهاء يا ولدي لا تركن للساسة لا تركن لمن باعوا الوطن الغالي فإن اتفقوا أكلونا وإن اختلفوا ذبحونا وتحاورهم أشبهه بنكاح وسفاح في الصحراء يا ولدي أنا لا أؤمن بالقتل كوسيلة لترسيم الحب فالحب يحتاج لقلوب تتعامل بصفاءِ ونقاء أنا لا أرتاح لحمام الدم بدعوى جلب الحرية فالحرية لا تجلبها الحرب الشعواء الحرية لا يجلبها من خان الأرض وساس الناس بغباء يا ولدي لا تحزن أبداً لا تحزن فلا بد سيأتي يوماً ستدرك فيه معنى أشعاري وستدرك معنى الوطن الغالي وستدرك معنى كيف تسيل الأرض دماء وستدرك يا ولدي كيف أريد لنا أن نصبح كرعاة في الصحراء ليس لنا تاريخاً يذكر لكن لنا تاريخاً في سفك دماء