رغم كل ما عمله مرسي والاخوان في مصر حتى الان الا انني استطيع ان اجزم بان الثورة في مصر لم تسرق بعد والدليل هو ان الشارع المصري وساحات الثورة لا تزال هي الحكم بين السلطة وقراراتها وما فيش قرار خاطئ يصدر من مرسي او اي من افراد سلطته الا ونجد الشعب المصري يخرج محتجا ويملى الشوارع بالمظاهرات.. وفي كثير من الاحيان يضطر الرئيس للتراجع عن قراراته او سياساته، وحتى قراراته الاخيرة التي استبقها بإنزال اعضاء حزبه للشوارع من اجل تأييدها وفرض الامر الواقع، حتى هذا لم يرضخ له الشعب وسينزل الشعب غدا وبعد غد لرفضها.. الثورة اليمنية وحدها هي التي سرقت لان الشارع اليمني وساحات الثورة اليمنية لم يعد لها اي تأثير على القرار السياسي الصادر من قبل اي مسؤول في الدولة او من خارجها والسبب هو ان الثوار انفسهم في الساحات هم من سلم سلطة الشعب لمراكز القوى التقليدية "القبلية والعسكرية والدينية" واصبحت وحدها للأسف هي من يؤثر على القرار السياسي بل ان القرار السياسي اليمني اليوم اصبح ملكا حصريا لها.. لن نستعيد الثورة اليمنية اي نستعيد "سلطة الشعب " الا اذا اعترفنا بان الثورة قد سرقت اولا وعرفنا من هي الاطراف والقوى التي سرقتها ثانيا وامتلكنا ارادة التغيير والتضحية من اجل استعادتها من ايادي اللصوص والقتلة وجردناهم من حق التحدث باسم الثورة واعدناهم بالوعي والإرادة الى مكانهم الصحيح كجزء من النظام الساقط لا باعتبارهم جزء من الثورة الصاعدة..
اذا اراد احدكم ان يعرف صحة ما اقوله من عدمه عليه ان يتذكر كم من القرارات الخاطئة استطاع الشعب في ساحات الثورة اسقاطها او تغييرها او تعديلها منذ تشكيل حكومة الوفاق الوطني؟ وفي المقابل كم من القرارات النافذة استطاع محسن او غيره من النافذين "السابقين - اللاحقين" ابطالها او تعديلها؟