الفنان جمال سليمان، الذي رشّح لأداء شخصية الرئيس التونسي المخلوع في مسلسل تلفزيوني، إن شخصية زين العابدين بن علي تثير فضوله ورغبته بوصفه ممثلا، لكن بشرط أن لا تكون الغاية من هذا العمل تمجيد الشخص والتغاضي عن أخطائه، أو هجاءه وتجريده من كل صفاته الإنسانية مهما كان مدانا ومكروها من الناس. وأكد سليمان ردا على اختياره لتجسيد شخصية بن علي في مسلسل "الجميلة والمغامر" أنه سيكون سعيدا بتمثيل أي من هذه الشخصيات بشرطين أن يكون مناسبا للدور وأن يكون العمل عميقا لا يكتفي بمديح هذا الزعيم أو هجائه، لأن المديح والهجاء -كما يقول - مهمة الفن السطحي الذي لا يبقى ولا يتحول إلى وثيقة فكرية تفيد الناس وتجعلهم يتعلمون من دروس الماضي. وكان المؤلف والسينارست فيصل ندا قد رشح سليمان للقيام بدور الرئيس التونسي المخلوع من خلال مسلسل "الجميلة والمغامر"، الذي سينتج في مصر ويعرض في رمضان المقبل ويتناول صعود زين العابدين إلى الحكم عقب انقلابه على الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة وتفاصيل سقوطه بعد ثورة 14 يناير/كانون الثاني 2011. وتدور أحداث العمل حول قصة زين العابدين وزوجته ليلى الطرابلسي التي ستكون الشخصية المحورية من خلال نشأتها في بيئة معدمة وأسرة بسيطة، وعملها في الحلاقة (كوافيرة) قبل أن ترتبط بقصة حب مع الضابط الشاب زين العابدين، فجمعهما الطموح في الصعود إلى قمة المجتمع وحب السلطة خاصة بعد إزاحة بورقيبة وزوجته وسيلة بن عمار. وأوضح الفنان السوري في صفحته على فيسبوك أن الزعماء عظيمهم وتافههم لعبوا أدوارا في حياتنا أعطتها شكلها الذي نعيشه وهم لم يأتوا من عالم الغيب بل هناك ظروف وأحوال أوجدتهم أو أوجدت البيئة المناسبة لظهورهم. وأضاف "أحب الفن الذي لا يغرق في شخصية الفرد بمعزل عن اللحظة التاريخية التي خلقته وبالتالي ليس عيبا أن أمثل واحدا من هؤلاء الزعماء المخلوعين أو الراحلين ولكن العيب هو أن تكون الغاية من العمل تزييف التاريخ وطمس الحقائق". ويستعرض المسلسل عددا من الحقائق التاريخية التي عاشتها تونس في فترة حكم الحبيب بورقيبة والرئيس المخلوع بن علي، على غرار الصدام بين بورقيبة والتيار الإسلامي وكذلك عمليات الفساد المالي واستغلال النفوذ التي كوّن بها المخلوع وزوجته ثروات طائلة، والتعامل مع المافيا العالمية في تهريب الأموال وسرقة ثروات الشعب التونسي. وتظهر في العمل شخصيات معمر القذافي وياسر عرفات