نعم اليوم تجنّى باسندوة وأسقط نفسه في ظل واقع بليد لم يعد يأبه للسقوط ! فبينما كان دولة باسندوة على المنبر يتهيأ لطقوس إسقاط دموعه الثورية على سمفونية الآنسي "نحن الشباب.. نحن الشباب" وعلى ذكر بيوته الشعرية "مليونية التعويضات" وأثناء تهجده المعنوي العميق على ألحان "حَميد مالك والبكاء..خلي البكاء لي" باغتته فجأة صرخات شبابية تردد "ارحل.. الشعب يريد إسقاط النظام " صيحات حملت من الرفض والغبن ومقت الخديعة ما يكفي لتعكير مزاج الرجل وجل غروره .. ذاك الغرور الذي يتوشحه اللؤم والدموع!! وسريعاً فقد الرجل اتزانه النفسي ،وناموسه الأدبي وفقد معهما البصيرة وذاكره المكان والمكانة، وأصر إلا أن يكون هو من يسقط هؤلاء الشباب الذين أزعجوا قيلولته الثورية "الحلّوب"، وفي لحظة تأزم وإسقاط نفسي لم يجد فيها رداً سواء البث بمكنونات النقص في سريرته!! مُلتفتاً إلى مرآة ذاته واصفاً إياهم بالفاشلين، ثم متعمقاً في أسباب هوانه وانهياره زاجراً إياهم بالسؤال..كم استلمتم فلوس؟! وبصورة انفعالية غير لائقة تعكس لحظة تخل نفسية عميقة تحكي منه عن ما في الصميم!! نسي دولة رئيس الوزراء باسندوة بأنه لم يكن يوماً حاضراً في ثورتنا الشبابية لا اسماً ولا جسماً، وكما لم يكن موجوداً في مدى ذاكرتنا كجيل في ميدان النضال السياسي تجاه النظام السابق وتناسى أيضاً بأنه عاد للحياة السياسية ك"رئيس المجلس الوطني" الذي انتخبه أعضاء حزب الإصلاح في الساحات في مسرحية عليا للانتخابات ليس للشباب الحقيقي فيها يد ولا معرفة ولا علم بمواطن يمني يدعى محمد سالم باسندوة!! ولكن أ/ باسندوة يدرك جيداً بأنه ليس الشباب من جاءوا به وليس الشباب من وضعوا له الشرعية في التوقيع على المبادرة باسم المجلس الوطني وليس الشباب من اختاروه رئيساً لوزراء حكومة الوفاق وبأن الأسماء التي كان يعدها مع أصحاب صاحبه "حورية والرعيني" كممثلين للشباب المستقل في حصة الشباب في مؤتمر الحوار الوطني أيضاً ليسوا شباباً!! فمتى يدرك هذا الرجل أن إسقاط النظام شيء وأن إسقاط الدموع شيء آخر، ومتى يتفهم بأن الشعب اليمني لا يعلم حتى الآن لماذا هو يبكي وعلى ماذا؟! ومتى يدرك بأن الرأي العام بمختلف توجهاته يدركون تمام اليقين بأنه ليس أكثر من دُمية في يد مركز قوى معروف هو في جوهر تاريخه نواة النظام السابق ! يا أ/ باسندوة كفكف دموعك واعلم بأنك رجل تنزف ماء وجهك لا دموعك، ويكفيك بأن الناس على امتداد عام لا تعلم ماذا قدمت للبلاد كرئيس حكومة ، أتتذكر ما هي الأهداف التي أعلنتها لبرنامجك الحكومي عشية حلفك اليمين؟! واعلم يا أ/ باسندوة بأن لو كانت دموعك حبراً وقراراتك مناديل لما أقنعتنا بشيء من ثوريتك وزهدك ووطنيتك، فالناس تريد إسقاط النظام، أي تغيير عقلية الفوضى وعقول الفساد، فلا تتستر بفوبيا صالح (سواء فاسد في السابق أو "ثائر" اليوم) ولا تسلم نفسك موطئاً لبقايا النظام!! فهل تعلم من هم بقايا النظام؟! هل تعلم ما معنى إسقاط النظام أم تعتقد بأنك بإسقاط الدموع ستغفلنا عن سخرتك وتخليدك لبقايا النظام؟! صدقني يا دولة رئيس الوزراء العجيب والمدهش والمذهل والمحبط والأديب أيضاً بأنك صرت ظاهرة دمعية غريبة الأطوار وصرت مزعج المنطق والأداء. وتأكد أنت مع مليارات ومدافع المزايدين بأن الشباب الحر هم روح التغيير وهم الذين قدحوا المرحلة وهم ديوك فجر اليمن الجديد وهم من لن تستطيع أنت وسماسرة مؤامرة الربيع العربي أن تشرقوا يوماً بنورهم ولا أن تشعوا بجمالهم وطهرهم. بالمناسبة يا دولة الرئيس قد قام إعلام الإصلاح بالنشر والترويج عن حادثة "اقتحام" الشباب لقاعة المؤتمر بينما الشباب كانوا مدعوين لفندق موفنبيك ولحضور المؤتمر ولديهم بطائق مشاركه ومروا من الفحص الأمني المشدد!! فلماذا التضليل والكذب إذا كان أولئك فعلاً شباباً بلطجياً!! عادل الربيعي [email protected] مؤسس وعضو اللجنة الإعلامية الأساسية في ساحة التغيير/ صنعاء ملاحظة: لم يشارك الكاتب في أحداث فندق موفنبيك، وليس سعيداً لتصرفهم في كل حال.