بعد أن كذبوا علينا بلافتة "إسقاط النظام وبناء دولة مدنية "إذا بهم ينقلبون على أعقابهم، باتجاه إمارات دينية !لا يهمهم وحدة الأمة ولا الجغرافيا، همهم الرئيسي وحدة كيانهم الحزبي كجماعة، واتساع تمددهم في السلطة عبر الإزاحة والإحلال والتوافق مع الغرب على المصالح المشتركة وأمن إسرائيل !...مصر في عهدهم أصبح الجيش في أضعف مراحله، والقضاء آيل للسقوط بعد الحصار والإقالات. للمحكمة الدستورية، ومعاقبة النيابة العامة كلما انتصرت للقانون -عبر الإزاحة والنقل! والمؤسسات الإعلامية تحاصر كي يتم زرع الخوف لدى الصحفيين ونقابتهم العتيدة، والمختلف السياسي يصبح عميلا لإيران والصهيونية طالما رفض ولاية "المرشد العام "، وتعلو أصوات الطائفية المقيتة لتهدد وحدة الأمة! ذلك المشهد في مصر يتطابق مع المشهد في اليمن مع الفارق، فالجيش لم يكن مؤسسة وطنية، وإنما مبني على الإقطاعيات العسكرية، وشعار "هيكلة وتوحيد الجيش "لا يعني أكثر من ضم، وإلحاق الإقطاعيات المنهزمة في قيادة الإقطاعيات المنتصر، والوحدة الوطنية تصبح هشة بفعل تغذية لغة مذهبية وجهوية، فالمختلف المذهبي يصبح من وجهة نظرهم عميلا لإيران، والجنوب ليس أكثر حق تاريخي للقبيلة السياسية والإسلام السياسي والإقطاع العسكري، وليس شريكا وحدويا ...من هنا يصبح ما يردده الدكتور ياسين سعيد نعمان، وسلطان العتواني بخصوص "وحدة الجيش "وعزل علي عبد الله صالح من أي نشاط سياسي كشرط للحوار الوطني متناغما مع المسيرات التي تحشدها وتسيرها "سلطة الستين" من أجل عزل "أحمد علي صالح، ويحي محمد صالح" ليس سوى تقوية لطرف من مكونات النظام السابق، وليس مقدمة لوجود الدولة الضامنة ...الديمقراطية في اليمن تحتاج إلى توازنات القوى والقوة، وليس إلى إسقاط طرف لصالح طرف كما حدث في حرب 94م ...الدولة الضامنة بدستورها وجيشها ومؤسساتها بحاجة إلى حوار وطني نخرج من خلاله من توازن القوى إلى قوة الدولة، ما عدا ذلك تدليس على العقول أو غفلة تصب في صالح إعادة إنتاج النظام السابق من خلال إعادة تماسك مكوناته بعد حذف بعض أفراده !