سمعت شيخا أزهريا – لم أعد أتذكر اسمه- يروي أنه قرأ في كتاب أن واحداً من شيوخ السلف وبخ رجلا عندما سمعه يقول لكلب وهو في حالة غضب منه: يا كلب يا ابن الكلب.. وبخه ذلك الشيخ لأنه أهان الكلب وعيره بأصله، فقال الرجل: أليس هو كلب وأبوه أيضا كلب؟ رد الشيخ: نعم هو كلب وأبوه كلب.. ولكنك قلت له ذلك على سبيل الإهانة والتحقير. وقال لو عيرك واحد بأنك راعي غنم، فقلت له: إن الرسول كان راعي غنم، فهذه إساءة للرسول، لأنها وردت في مجال الدفاع عن ما عيرت به، أوتبرير ناتج عن شعورك أن رعي الغنم نقيصة.. تذكرت هذا، وأنا أتابع رجال دين يقعون في هذه الأخطاء الشنيعة، فحين يشعرون أنهم يقعون في عيوب يلامون عليها يلجأون إلى تغطية عيوبهم بغطاء ديني على حساب الله ورسوله، أو قل بالإساءة إلى الله والرسول.. سمعت شيخا إخوانيا في اليمن، وهو أيضا عضو في مجلس النواب، يرد على الذين يلومونه لأنه يكتب ويقول في المساجد كلاما يؤيد الإرهاب، فقال: إذا كنت متعاطفاً مع الإرهاب، فالله تعالى يقول في كتابه الحكيم: " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم " .. وهنا نجد الشيخ الذي يلام على تأييده للإرهاب لما شعر بالحرج، دافع عن نفسه بتزكية خطيئته بالقرآن، ويقدم القرآن مؤيدا للإرهاب الذي صارت صورته قبيحة في أذهان الناس. وكنت قبل يومين أتابع حوارا متلفزا في قناة مصرية، وفيه وجه مدير الحوار سؤالا لواحد من شيوخ السلفية: إن هناك من يعيب عليك كثرة اللعن.. فهل من الإسلام أن تلعن خصما سياسيا، أو تلعن هذه الممثلة أو تلك الراقصة؟ فدافع الشيخ السلفي عن نقيصة اللعن لديه بالقول: وماذا في ذلك؟ لقد لعن الله تعالى في القرآن إبليس.. ولعن الذين يكتمون ما أنزل الله من البينات.. ولعن الذين يرمون المحصنات.. والرسول لعن آكل الربا وشارب الخمر، ولعن من لعن والديه، ومن انتسب إلى غير أبيه، ولعن الراشي والمرتشي، والواشمة والمستوشمة.. ولا ندري هل ما نسبه للقرآن والرسول من اللعن صحيح أم لا، ولكننا كنا ونحن نتابع الرجل نعرف جيدا أنه أورد ذلك مورد الدفاع عن جنوحه إلى رذيلة اللعن، وقدم الله ورسوله للمستمعين قدوة له في لعن الناس.