لم يترك الانقلابيون نافذة للحل السلمي في اليمن إلا وأقفلوها، إلى درجة أنهم انقلبوا على ذاتهم عندما افلسوا في اختلاق العراقيل والاعذار فأعلنوا تشكيل ما يسمى المجلس السياسي لادارة البلاد، وهو في المحصلة سيكون ككل إجراءاتهم السابقة غير ذي جدوى، لأنه لن يعترف به إلا من عيّنه، ولا سلطة له مادامت مؤسسات الدولة الدستورية برئاسة عبدربه منصور هادي لا تزال تحوز الاعتراف الدولي، ومدعومة شرعيتها بقرارات من مجلس الامن تحت البند السابع. أثبتت الوقائع طوال الاشهر الماضية أن أحلام صالح – الحوثي اكبر من قدراتهما بكثير، ومكابرتهما وعدم أخذهما بشتى النصائح التي أسداها لهما سفراء الدول ال 18 الراعية للمشاورات لناحية تغليب الحل السلمي وتسهيل الانتقال السياسي كأساس لاعادة الاستقرار إلى اليمن لمنع كارثة إنسانية تحدق به، بل ردوا بالمزيد من الخطوات المقوضة لوحدة البلاد، والاستمرار بالقتل والاعتداء على الأبرياء بعدما طردوا من المدن التي سيطر عليها الحوثيون بمساعدة القوات التابعة للمخلوع صالح وبدعم واضح من إيران، بل حتى بمساعدة بشرية من الحرس الثوري.
اليوم لم يبق لهم غير صنعاء، فهل يعتقدون أن الشعب سيصبر عليهم الى ما لا نهاية، أم فعلا لا يزالون يتوهمون أن الحكومة الشرعية والتحالف العربي سيخضعان لهم؟ لقد سقطت كل رهانات الانقلابيين، ولم تسعفهم شعاراتهم في تجييش اليمنيين، خصوصا شعارهم الانتحاري “اليمن مقبرة الغزاة” الذي تنظر إليه الملايين في مختلف أنحاء البلاد بسخرية، إذ كيف تصبح حكومة البلاد الشرعية غازية، أو تتحول قوات تدافع عن حدود بلادها، كقوات التحالف، غزاة، فيما الحقيقة ان رافعي الشعار هم من استقدموا الحرس الثوري إلى بلادهم ليكون محتلا؟!
لم يعد أمام الشرعية اليمنية ودول التحالف من مفر الا المضي قدما في تنفيذ قرارات مجلس الامن، خصوصا القرار 2216، للقضاء على هذه الحالة الشاذة التي باتت تهدد السلم والأمن في المنطقة، وتسببت في توسيع سيطرة “داعش” و”القاعدة” على عدد من المناطق، إضافة إلى إشعالها الفتنة الطائفية جراء استفزازها المشاعر العربية والدينية لليمنيين الذين لا يزالون يقاومون المشروع التوسعي الفارسي، رغم كل ما تعرضوا له من تنكيل وقمع وقتل، تماما كما هي الحال في العراق وسورية.
نعم، لغة السلام لم تؤد إلى نتيجة مع هذه الفئة الباغية الغارقة حتى أذنيها بدماء اليمنيين لذلك لم يعد هناك الا الحل العسكري لاستئصال هذا المرض الخبيث من جسد اليمن.