ما الذي يقوم به المصريون في مواجهة حكم المرشد أكثر من الاعتصام والتظاهر ورفع هتافات وترديد شعارات من قبيل: يسقط حكم المرشد.. لا لأخونة الدولة.. أنا مش كافر أنا مش ملحد .. يسقط دستور الإخوان.. لا للإقصاء.. لا للكراهية.. لا للغلاء والاستبداد.. ويا رئيس الجمهورية فين وعودك الثورية؟ يرد الإخوان المسلمون على ذلك بتصنيف شعب مصر تصنيفا عجيبا، ولكنه هادف.. يطلقون اسم "جبهة خراب مصر" على جبهة الإنقاذ الوطني المكونة من حزب الوفد وحزب الدستور والحزب الناصري وأحزاب أخرى معارضة.. ويسمون حركة 6 أبريل حركة المجرمين، ويقولون إن المعتصمين في التحرير بلطجية، والمتظاهرين في بور سعيد قتلة، وسكان محافظات السويس الذين تحدوا قرار مرسي لحظر التجول، يحاربون الله ورسوله ويفسدون في الأرض. *صحيفة اليمن اليوم وبناء على هذا التصنيف صار الشعب المصري - بنظر شيوخ الإخوان وبعض شيوخ الأحزاب السلفية والجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد- عبارة عن مجموعات من قطاع الطرق والقتلة والبلطجية واللصوص والمجرمين والمفسدين في الأرض.. مطلوب قتلهم. كان هذا التصنيف مقصودا لكي يبرروا الدعوة إلى القتل.. كنت أتابع بعض أولئك الشيوخ في الثلاث الليالي الماضية على قناة "الحافظ" وقناة "مصر25" يخاطبون الرئيس، وهم منتفخو الأوداج: يا دكتور مرسي، هؤلاء يحاربون الله ورسوله في الأرض، طبق عليهم حد الحرابة يا ريس.. والشيخ وجدي غنيم خرج يعلن على الملأ: أنا أحرض علناً على قتل البلطجية والمجرمين والحرامية والذين يقومون بحرق البلد! يا دكتور مرسي اقتل البلطجية، وإذا لم تفعل سنفعلها نحن يا رئيس.. وطالب شيخ في الحزب الإسلامي بتطبيق حد الحرابة على المتظاهرين لأنهم –كما قال- يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا، فقال له الشيخ الآخر (مقدم البرنامج): صحيح أنهم كما قلت، لكن تطبيق حد الحرابة له شروط يا شيخ بارك الله فيك.. فرد عليه: في عهد الرئيس مرسي الأمر مختلف، فلا شروط لتطبيق حد الحرابة، ويمكن أن يطبق الحد أي واحد من الإخوان.. ويقول له مدير البرنامج: طيب لو قال لك واحد إن الإسلاميين كانوا يتظاهرون فلم لم تقل عنهم إنهم محاربون لله ورسوله ويطبق عليهم حد الحرابة؟ فيجيب: صحيح كانوا يفعلون ذلك في زمن السادات ومبارك، وهم حكام غير شرعيين، بينما الوقت الآن مختلف في عهد الشرعية التي منحها الله للرئيس مرسي، فمن يحارب هذه الشرعية يحارب الله ورسوله.