هناك من لا يتورع في إثارة الغرائز وتحريض الشماليين ضد الجنوبيين للخروج من المأزق الذي وقع أو أوقع نفسه فيه والعكس صحيح أيضاً ؟ من يحرض على قتل أو إيذاء الناس على أساس الغرائز وعلى خلفية مناطقهم وجهاتهم الجغرافية ليس مجرماً وقاتلاً متسلسلاً ويجب أن يحاكم بتهمة الحرابة والقتل العمد لآلاف البشر وحسب بل هو شخص جبان ومنحط أيضاً لأنه وبدلا من مواجهة القتلة والمستبدين الحقيقيين بشجاعة وبطولة الفرسان والمناضلين يخاف جلاديه ويهرب منهم باحثا له عن "عدو" افتراضي سهل يعتقد أن بالإمكان قتله أو الاستقواء والتحريض عليه بسهولة ويسر وبدون تبعات أو تكلفة وغالباً ما يكون هذا "العدو" السهل هو المواطن العادي نفسه ممن فرض عليه القدر أن يولد في بني بهلول أو في بيت الكوماني أو ذلك المترزق على أطفاله بالتجارة أو بالأعمال الشريفة في هذه المدينة أو تلك أيها القتلة المحرضون بغباء حينا ووحشية حيناً آخر تصوروا كيف سيكون الوضع لو أن الناس قتل بعضهم بعضا - والعياذ بالله - على أساس هذا شمالي وهذا جنوبي ...كيف سيكون الوضع ؟!!! إنها القيامة ويوم الحشر يا للهول البعض بدافع الجهل حينا والغضب حينا آخر يتلاعب بألفاظ وعبارات خطيرة جداً جداً قد تهوي به أو يهوي بها سبعين خريفا في قعر جحيم الاقتتال اليومي والمجاني بين آلاف الناس. الشهيدة المغدورة مها فرج منذ سقوط الطائرة العسكرية على أحد أحياء صنعاء وبناتي وجميع أفراد أسرتي وأنا منهم نعيش حالة حزن عميقة لضحايا الطائرة عموما ولمقتل الفتاة الطموحة الشهيدة مها فرج أبو زيد "19عاما" تحديدا . مها فرج أبو زيد التي استشهدت مع زميل آخر لها وهما في مقر عملهما "مكتب طيران" بالإضافة إلى زميلات أخريات أصبن بحروق وجراح بليغة هي أيضاً صديقة وزميلة لابنتي هاجر وكن قد تخرجن مع زميلات وزملاء آخرين قبل أشهر قليلة من قسم اللغة الألمانية بجامعة صنعاء ولكن مها أيضاً بالإضافة لكونها صديقة هاجر كانت أيضاً صديقة لأخوات هاجر وأمها وجميع أفراد العائلة. مها الفتاة اليمنية القادمة أسرتها من المحويت إلى الحديدة أولاً وصنعاء ثانياً لإكمال تعليمها كانت يتيمة من جهة الأب بعد أن خطف مرض عضال روح والدها وهي في العاشرة من عمرها لكن أمها كانت على مستوى التحدي وتكفلت بصبر ودأب مسئولية إكمال تعليمها وبقية أشقائها وشقيقاتها حتى تخرجوا جميعا من الجامعة. مها هي الصغيرة بين بقية أشقائها كانت الشهيدة غدرا بفعل الإهمال المتعمد حينا والقتل المتعمد حينا آخر. طموحة جدا ومنفتحة على الحياة وكانت تعتقد منذ أن كانت طالبة في الثانوية والجامعة أنها ستكون ذات شأن عظيم في اليمن، لكن الموت داهمها وزميلاتها ربما قبل أن تقبض مرتبها الأول بعد أن توظفت حديثا في مكتب طيران فتح مؤخرا في مكان سقوط الطائرة ....يا إلهي كم هي الحياة قصيرة في بلد لم يخرج ثواره بعد من ساحة الثورة المسروقة!! سألتني يوما البنت الشهيدة مها وهي في الكرسي الخلفي للسيارة ونحن والبنات ذاهبون إلى ساحة التغيير في بداية الثورة : كم سقف الحرية يا عم محمد؟ فقلت لها: سقفها السماء، ولم أكن أعرف - يا الله - أن طائرة ستهبط من السماء لتأخذ روح أكثر بنات اليمن طموحا "العبارة الأخيرة مستقاة من كلمة رثاء قالتها ابنتي هاجر عن صديقتها مها التي ذهبت قبل أن تحقق وعدها وعهدها في أن تكون ذات شأن عظيم، وقبل أن تزورها هاجر وبقية البنات إلى مقر عملها الجديد كما كانت تتمنى، وتحثهن على الزيارة باستمرار. لقد لحقت مها أو ألحقتها الطائرة المغدورة بوالدها المرحوم "فرج أبو زيد " ولا تزال بناتي يتذكرن حين بكت مها وأبكت معها الجميع وهي تقرأ إهداء إلى روح والدها أثناء حفل تخرجها من قسم اللغة الألمانية متمنية وبكلمات معبرة ومختلطة المشاعر بين الحزن والفرح أن يكون والدها قد حضر حفل تخرجها البهيج والحزين كما كان يقول لها وهي طفلة ...يا الله كم هو الحزن مضاعف يا مها!! تحية لروح ابنتي المغدورة ظلماً وقهراً وهي في سِنّ الزهور، وتحية أيضاً لأمها التي صبرت على تعليمها بعد رحيل والدها والصابرة بعد رحيل أحب بناتها إليها وإلى الأسرة الكريمة كلها -أسرة الفقيد فرج أبو زيد رحمه الله. رحم الله قائد الطائرة وجميع ضحاياها ورحمك الله يا مها رحمة الأبرار وعصم الله قلب والدتك وإخوانك وأخواتك بالصبر والسلوان والموت والخزي والعار لمن قتل عمداً وإهمالاً قائد الطائرة وسكان صنعاء الآمنين وفلذات أكبادنا قبل أن يكتمل الحلم
*قائد الطائرة متهم ...! قائد القوات الجوية "الجنيد" يتهم قائد الطائرة الحربية التي سقطت أو أسقطت فوق أحد أحياء العاصمة بارتكاب خطأ قاتل!!! لم يقل لنا ما هو الخطأ القاتل ؟ ولم يقل لنا ما هي نتائج التحقيق ومن هي الجهة التي حققت وهل هناك تحقيق فعلا ؟!! كل ما قاله أن كل طائرة لا تقلع إلا بعد فحصها ..لكنه لم يقل هل فحصت هذه الطائرة بالذات أم لا ؟ لم يخبرنا أيضاً متى أقلعت؟ وما هو خط سيرها التدريبي؟ ولماذا كانت بمفردها ؟ ومتى دخلت الخدمة وكم عمرها؟ وهل حصل اتصال مع الطيار قبل سقوطها أم لا ؟ *ماذا لو عرف زعطان .... ؟ لو يعرف زعطان ابن فلتان أن عدد من قتل من اليمنيين بعد المبادرة هم أكثر ممن قتل قبلها لربما توقف عن الحديث بإعجاب شديد عن دور المبادرة الخليجية في تجنيب اليمنيين حرباً أهلية ودموية لا يعرف سوى الله منتهاها !! *تغريدة.. عندما علمت بأن عزاء أمها الوحيد كون ابنتها "مها" ماتت بسرعة بدلا من أن تتعذب أو تتشوه بكيت بحرقة ..........