ظل رجل الدين يتمتع بقدسية خاصة في الشعوب المسلمة قبل تحول رجال الدين من جماعة دعوية الى جماعات سياسية مستفيدة من حجم تواجدها في قلوب الناس . إلا انها لم تصمد كثيرا في دهاليز السياسية حتى ينغمسون في جوانبها فتتحول من جماعة تساهم في توعية الشعوب من مغبة نهب المال العام وتحريم المصلحة الخاصة على حساب المصلحة العامة إلى اكبر شريحة تنهب المال العام مستفيدة من مكانتها بين العامة من الناس مستفيدة من جهل المجتمع لعلوم الفقه لتشن الحروب ضد خصومها السياسيين دون الاكتراث بعواقب ما تقوم به طالما ان سفك الدم ونهب المال يخدم مصالحها. فعملت على تفتيت البينية الاجتماعية للمجتمع تحت شعار الطائفية ولنا في العراق وسوريا ولبنان تجربة دامية ولدت انهيار لبنية الدولة وجعلت من العراق ساحة حرب يقودها رجال الدين انفسهم تحت غطاء المذهبية لتمتد الى بلادنا الحبيبة اليمن فاليمن عرفت حروب عديدة ابرزها حروبها مع جماعة الحوثي تلك الجماعة التي سعت منذ نشأتها لتبني مظلوميتها السياسية مطالبة بمنحها حرية نشر ابعادها الفكرية والسياسية بصفتها حركة اقليات دينية لتتطور الى حركة مسلحة تخوض حروب ستة ضد الدولة مستفيدة من الاختلافات السياسية التي ولدتها حروب صيف 94وما نتج عنها من مظالم حتى عام 2011انظمت الى شباب التغيير دون الايمان بما يحملون من مشروع لتتقمص دور يمنحها فرصة التغلغل وتتمكن من تحقيق حلمها وهو الحلم الذي ظل يراود قيادتها وهو اسقاط الدولة ونهب مؤسساتها المدنية والعسكرية جاعلة من نفسها بديل عن الاجهزة الامنية فتهاجم المدن والقرى تحت شعار محاربة القاعدة دون الاهتمام بالاختلافات المذهبية التي يتكون منها المجتمع اليمني فحشدت ابناء القبائل تحت خطاب ديني لتواجه برفض كبير وهو الرفض الذي قابلته بالقمع وتفجير المساكن لمجرد عدم الاعتراف بهم او من يرفض تولي هذه الجماعة ادارة الدولة. فالحوثي لم تأتي تحت اسم الدولة اليمنية ولم يتبني مشروع وطني يتناغم مع مكوناته بل اتى تحت شعار طائفي سلالي فاجتاحت الوظيفة العامة وسخرتها لسلالتها واستولت على المال العام. فتحول بقية المجتمع اليمني بلا رواتب دون القدرة على اعلان رفضه او التعبير عن الحالة التي وصلوا اليها وادخلوا البلاد في حروب اهلية لتتطور الى تواجد اقليمي. فالإسلام الذي جاءت به جماعة الحوثي جعل الكثير ينظر الى الدين بانه ثقافة اغتصاب للحقوق ونهب للمال العام وبما ان الحوثي ومن معه يدعون انهم يمثلونه وهو التمثيل الذي لم يثني هذه الجماعة عن نهب المال العام وحماية الحقوق والحريات ولاحتى توفير عيشة كريمة للإنسان اليمني بل وصل بها وبزعيمها الروحي الى السخرية من عقول ابناء هذا الشعب معتبرا من الولاعة سلاح لمواجهة الطائرات الحربية النفاثة ومن طائرة الالعاب الخاصة بالأطفال الى سلاح حرب تحت اكذوبة كبيرة اسمها النصر الالهي لتبرر عبر هذه الأكاذيب نهب ما تبقى من اموال الضرائب وابتزاز التجار تحت شعار المجهود الحربي . لقد جعلت جماعة الحوثي وداعش والقاعدة والحشد الشعبي والنصرة وحزب الله وجماعة بيت المقدس. شعور عند الناس انهم لصوص برداء الاسلام وان الدين في ثقافة الجماعة وسيلة لنهب ثروت الشعوب وليس حمايتها.