يوم الأحد الماضي نشر الدكتور وزير الكهرباء والطاقة والمهندس مدير عام مؤسسة الكهرباء إعلان" شكر وتقدير" مدفوع ثمنه في صحيفة الثورة الحكومية، وأهديا بالغ وعميق شكرهما وتقديرهما للشيخ حمير بن عبد الله بن حسين الأحمر لأنه سدد مديونية التيار الكهربائي حتى شهر ديسمبر 2012 لكافة منازل الشيخ عبد الله وأولاده، وتمنيا أن يحذو حذوه جميع مشايخ وأعيان اليمن! كانت ردود الفعل متباينة، كتاب وصحفيون من مختلف التوجهات انتقدوا وسخروا، وقال قائلهم ما الغريب في الأمر؟ ألسنا في عهد حكومة لا حياء فيها ولا تخشى ملاماً.. أما الإصلاحيون، فتباهوا بالإعلان وقالوا شوفوا شيوخنا ما أحسنهم يسددوا فواتير الكهرباء، بينما شيوخ "الثانيين" يرفضون سداد الفواتير.. هذا والإعلان يتحدث عن تسديد المديونية إلى ديسمبر2012 كيف لو كانت إلى فبراير 2013؟! وزير الكهرباء جرب من قبل طريقة اللافتات الوعظية، وقد رأينا كيف نشر قطع القماش في الشوارع وقرأ المواطنون ما كتب عليها.. أخي الشيخ اتق نار جهنم ولو بشق فاتورة.. أخي المواطن، ديونك لمؤسسة الكهرباء معلقة بذمتك إلى يوم القيامة!.. أخي المواطن اتق الله وسدد الفاتورة.. ويبدو أن وزير الكهرباء اكتشف أن تلك الحملة الإعلانية الوعظية لم تجد، ولكي لا يسوق الفساق إلى جهنم، لا بد من طريقة أخرى يساقون فيها إلى الجنة ولو بإعلان" شكر وتقدير". وبالنسبة لي أعتقد أن وزير الكهرباء هذه المرة فعل الصواب، فالذي يشكر ويقدر الشيخ الأول في صحيفة حكومية لأنه دفع قيمة فاتورة الكهرباء، يغري بقية الأشياخ في "شكر وتقدير" ينشر في الصحيفة الحكومية الأولى، ولكي يحصلوا على الدعاية المجانية سوف يبادرون إلى الدفع.. وعندي أنه من الأفضل أن تنشر الوزارة أولا بأول إعلان "شكر وتقدير" لكل مواطن سدد قيمة ما يستهلكه من التيار الكهربائي، ويذكر في الإعلان الاسم رباعيا مع اللقب تحاشيا لمكر المغالطين.. ولكي لا تتحمل الوزارة كل نفقات الإعلانات نقترح إضافة "رسوم شكر وتقدير" إلى فاتورة كل مواطن! ونقترح أيضا أن تأخذ بقية الوزارات والمؤسسات الحكومية بهذه الفكرة العبقرية التي تفتق عنها رأس الدكتور وزير الكهرباء. فما المعيب لو قرأنا صباح كل يوم في صحف الحكومة.. شكر وتقدير.. تشكر وزارة الاتصالات الشيخ زعيط الذي سدد فاتورة الهاتف أمس.. شكر وتقدير.. وزير المياه يهدي بالغ وعميق شكره للمواطن معيط لسداده فاتورة المياه قبل أمس.. وهكذا..