كشف مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية أن الرئيس باراك أوباما قرر إعادة السفير الأميركي إلى سوريا بعد غياب أربع سنوات، في مؤشر على تحسن العلاقات بين واشنطنودمشق. واعتبرت صحيفة واشنطن بوست أن هذه الخطوة تشير إلى سعي أوباما لأن تقوم واشنطن بدور أكبر في المنطقة، وذلك في الوقت الذي يعمل فيه على إصلاح علاقات الولاياتالمتحدة بالعالم الإسلامي والدول العربية.
من جانبها قالت شبكة سي إن إن الأميركية إن إريك بوزويل نائب مساعد وزيرة الخارجية للأمن الدبلوماسي زار دمشق أخيراً للتحضير لإعادة السفير واطلع على الإجراءات الأمنية حيث يتوقع أن تبني الولاياتالمتحدة سفارة جديدة لها في دمشق.
كما ذكرت الشبكة أن السفير السوري رحب بقرار تعيين سفير أميركي في بلاده لتعزيز الحوار بين الدول المعنية صاحبة المصالح في منطقة الشرق الأوسط. لكن وكالة يونايتد برس قالت إن السفير السوري نفى أن تكون بلاده تبلغت رسميا بالقرار الأميركي، معتبرا أن هذه الخطوة في حالة حدوثها ستعكس رغبة واشنطن في الحوار مع سوريا وتصحيح سياسات إدارة الرئيس السابق جورج بوش.
وتوقعت تقارير أن يتم الإعلان رسميا عن تعيين سفير أميركي في غضون أيام، مشيرة إلى أن الإدارة لم تختر بعد الدبلوماسي الذي سيشغل هذا المنصب، لكنها أخبرت إسرائيل بالقرار.
توتر ثم تحسن وكانت الولاياتالمتحدة سحبت سفيرتها مارغريت سكوبي من سوريا عام 2005 احتجاجا على اغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، علما بأن الأممالمتحدة أفسحت الطريق أمام محكمة للتحقيق في الحادث، وأشار تقرير أولي إلى تورط عناصر من الاستخبارات السورية، الأمر الذي تنفيه دمشق.
وتحسنت العلاقات بين سوريا والولاياتالمتحدة مع تولي أوباما الرئاسة في يناير وصرح مسؤولون أميركيون بأنه ملتزم بالسعي للتوصل إلى اتفاق سلام بين سوريا وإسرائيل في إطار اتفاق شامل للسلام في الشرق الأوسط.
وشهدت الفترة الماضية سلسلة من الزيارات قامت بها وفود دبلوماسية وعسكرية أميركية إلى دمشق بما في ذلك الرحلة التي قام بها جورج ميتشل مبعوث أوباما للشرق الأوسط والتقى أثناءها بالرئيس بشار الأسد.
لكن الحكومة السورية ما زالت خاضعة رغم ذلك لعقوبات أميركية ويرجع ذلك جزئيا إلى ما تصفه واشنطن بالدور السوري في مساعدة مقاتلين على التسلل إلى العراق.