دافع السفير روبرت وود الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى مؤتمر نزع السلاح، والممثل الخاص الأمريكي للأسلحة البيولوجية، عن رؤية بلاده حيال معاهدة حظر الأسلحة النووية التي دعمتها 122 دولة، وقال إنه لا يمكن فصل المناداة بنزع السلاح النووي عن البيئة الأمنية السائدة، وأضاف في حوار مع «الخليج» عبر الهاتف من مقر إقامته في جنيف السويسرية، أن أمريكا تشعر بقلق بالغ إزاء دعم إيران للحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان، وأن ذلك سينعكس على مراجعة الاتفاق النووي مع إيران في أكتوبر/تشرين الأول المقبل. وقال إنهم لن يصمتوا على قيام نظام الرئيس السوري بشار الأسد باستخدام الأسلحة الكيميائية، وإن رسالته إلى شعوب الشرق الأوسط فيما يتعلق بسباق التسلح النووي هي، أنه ينبغي ألا يكون هناك سباق للأسلحة النووية، وإن ما يتعين عليهم القيام به هو مواصلة اتباع نهج تدريجي في نزع السلاح النووي يأخذ في الاعتبار البيئة الأمنية العالمية. وإلى الحوار:
* لماذا ترفض الولاياتالمتحدة توقيع معاهدة حظر الأسلحة النووية للقضاء عليها والتي أيدتها 122 دولة مؤخراً في جنيف؟ من وجهة نظر الولاياتالمتحدة، لن تؤدي معاهدة الحظر هذه إلى تعزيز نزع السلاح النووي، فهي تتجاهل البيئة الأمنية العالمية، وإحدى النقاط التي أشرنا إليها مراراً وتكراراً هي أنه لا يمكنك فصل المناداة بنزع السلاح النووي عن البيئة الأمنية السائدة. * ماهي الآليات التي تضمن تنفيذ بنود المعاهدة؟
ما سيكون مهماً هو أنه على البلدان التي توقع على المعاهدة التمسك بها مثل أي معاهدة أخرى، فبمجرد توقيعها والتصديق عليها، فإنه من المتوقع أن يقوم الموقع بالالتزام بأحكام المعاهدة. المشكلة التي يواجهها مؤيدو الحظر هي أنه في حين أن هذه المعاهدة قد اعتمدها 122 بلداً في يوليو/تموز، فإن عدداً أقل من ذلك سيوقع على المعاهدة، بل إن عدداً أقل سيصدق عليها في نهاية المطاف، لأن تبني بيان يقول إن هذه المعاهدة شيء نؤمن به جميعاً شيء، ولكنه شيء آخر تماماً عندما يكون عليك التوقيع فعلاً ثم الوفاء بالتزامات المعاهدة. * هنالك أيضاً كوريا الشماليةوإيران حيث يقول الرئيس ترامب إنه لا يتوقع أن تلتزم إيران بالاتفاق النووي الموقع مع الدول الكبرى 5+1، كيف ستتعاملون مع البرنامج النووي لدولة مثل إيران؟ أعتقد أن أحد الأمور التي علينا القيام بها المطالبة بمساءلة إيران للوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق، وهذا أمر مهم. وأحد الأمور التي نشعر بقلق بالغ إزاءها هو أن إيران في رأينا تخالف تطلعات ذلك الاتفاق. عندما تنظر إلى دعمها لحزب الله وحماس ونظام الأسد في سوريا وللمتمردين الحوثيين في اليمن، فإن هذا يقلقنا أنه ليس هناك حقاً مصلحة في تحقيق توقعات الخطة الشاملة المشتركة. أنتقل إلى أجزاء الاتفاق، فإنه ينص بوضوح تام على أن هذا الاتفاق ينبغي أن يساعد، وينبغي أن يسهم في السلام الإقليمي والأمن الدولي. ومرة أخرى، ما سنفعله هو أننا سنحمل إيران المسؤولية عن الوفاء بالتزاماتها بموجب أحكام الاتفاق. وهذا ما سنواصل القيام به ما دام هذا الاتفاق قائماً. * وماذا عن كوريا الشمالية؟ نحن نعمل بجد لإقناع جميع البلدان في المجتمع الدولي بإنفاذ نظام العقوبات على كوريا الشمالية، والتي كفلها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وسنواصل القيام بذلك لأننا نريد أن نعزل كوريا الشمالية. * هل تخشون أن يكون لتنظيم «داعش» أسلحة كيميائية بمعقله في سوريا؟ هناك الكثير من التقارير عن استخدام تنظيم «داعش» للأسلحة الكيميائية في المنطقة، ومن الواضح أننا ندين بشدة أي استخدام للأسلحة الكيميائية من قبل أي شخص، من قبل أي طرف، والتهديد الذي يشكله تنظيم «داعش» من الواضح أنه خطر جداً وهذا هو السبب في أننا نقاتل بقوة وندعم مجموعات في سوريا للقضاء على التنظيم وأنشطته. ونحن نحقق تقدماً جيداً جداً في المنطقة، ونحن بحاجة إلى مواصلة القيام بذلك. ولكن ما نحتاج إلى أن نوضحه في المجتمع الدولي هو أننا لن نتهاون مع استخدام أي نوع من الأسلحة الكيميائية سواء التي يستخدمها نظام الأسد أو تنظيم «داعش» أو أي جهة فاعلة أخرى. * هل لديك رسالة لشعوب منطقة الشرق الأوسط لوقف سباق التسلح النووي؟ رسالتي إلى شعوب الشرق الأوسط فيما يتعلق بسباق التسلح النووي هي أنه ينبغي ألا يكون هناك سباق تسلح للأسلحة النووية، وأننا نحتاج إلى اتخاذ خطوات مسؤولة نحو نزع السلاح النووي. معاهدة الحظر من وجهة نظري ليست خطوة مسؤولة، وأعتقد أنني قد حددت لك لماذا. ما يتعين علينا القيام به هو مواصلة اتباع نهج تدريجي في نزع السلاح النووي يأخذ في الاعتبار البيئة الأمنية العالمية. وفي الوقت الحالي، فإن البيئة الأمنية العالمية لا تفضي إلى نزع السلاح النووي. ما نحن جميعاً بحاجة للقيام به، شعوب الشرق الأوسط، والشعوب في جميع أنحاء العالم، هي تهيئة الظروف لمزيد من نزع السلاح النووي، وبمجرد أن نتمكن من القيام بذلك، سيكون من الممكن اتخاذ المزيد من الخطوات. ولكن الآن، مع ما تفعله روسيا، وما تفعله الصين، وبحر الصين الجنوبي، وما تفعله كوريا الشمالية، فإن هذا ليس الوقت المناسب للحديث عن نزع السلاح النووي.