أدان وزير الإدارة المحلية اليمني رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبد الرقيب فتح عمليات التهجير القسري الجماعي التي تمارسها الميليشيا الانقلابية ضد سكان مديرية جبل حبشي بمحافظة تعز، عبر إجبارهم على الخروج من منازلهم بقوة السلاح، وزرع الألغام في محيط هذه المنازل، ما أدى إلى إصابة عدد من الأشخاص. ودعا الوزير فتح، في بيان بثته وكالة الأنباء اليمنية، المنسق المقيم للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن جيمي ماكغولدريك إلى إدانة تصرفات الميليشيات الانقلابية وانتهاكاتها اليومية بحق أبناء محافظة تعز، وغيرها من محافظات الجمهورية.
وطلب رئيس اللجنة العليا للإغاثة اليمني من ماكغولدريك زيارة محافظة تعز، والاطلاع على جرائم الميليشيات الانقلابية اليومية بحق الأطفال والنساء والمدنيين، وتهجير السكان بقوة السلاح، ورفع تقارير إلى المنظمات الحقوقية ومجلس الأمن بصورة مستعجلة عن معاناة أبناء المحافظة من جرائم الميليشيات الانقلابية.
واعتبر فتح أن صمت المنسق الأممي والمنظمات الحقوقية التابعة للأمم المتحدة أمر غير مقبول، لافتاً إلى أن السكوت تجاه هذه التصرفات يشكك في مصداقية وحيادية المنظمات الحقوقية الأممية.
إلى ذلك, اعتبر مؤسس معهد البحث الاستراتيجي للقوات المسلحة بوزارة الدفاع الفرنسية الدكتور فريدريك شاريلو، الدولة اليمنية ممثلة بالحكومة الشرعية «تحرص على عدم ارتكاب الأخطاء» في الوقت الذي اعتبر فيه الميليشيات «لا تلتزم بأي قواعد ولا تمتلك أي أخلاقيات ولا تعترف بأي معاهدات أو مواثيق».
وتحدث الباحث الفرنسي في الندوة النقاشية التي عقدت أمس في العاصمة الفرنسية باريس تحت عنوان (كيف نحمي الموروث الثقافي اليمني) عما يعيشه عدد من الدول العربية من عوامل عدم الاستقرار، مشيراً إلى أن الوضع في اليمن صعب ومعقد نتيجة لعدم التماثل في التعامل مع الوضع الإنساني والسياسي، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ).
ودعا الدكتور شاريلون الجهات المعنية في العالم إلى العمل من أجل وضع حد للمأساة الإنسانية التي يعيشها اليمن منذ بداية الانقلاب الحوثي.
وفي الندوة، طالب نائب وزير حقوق الإنسان اليمني الدكتور شيباني المجتمع الدولي وضع حد للممارسات الخاطئة والانتهاكات الجسمية التي ترتكبها الميليشيا الحوثية ضد المدنيين منذ انقلابها على السلطة الشرعية ومؤسسات الدولة والتي تنوعت بين انتهاكات حقوق الإنسان وتدمير التاريخ والموروث الثقافي اليمني وتقويض مؤسسات الدولة وتمزيق النسيج المجتمعي وزرع بذور الطائفية وتزييف الوعي المجتمعي.
وأضاف نائب الوزير في الندوة التي نظمها مركز مسارات للدراسات والتطوير بالشراكة مع معهد ابن سيناء «إن إيران ستعيق التوصل لأي تسوية سياسية تضمن السلام الشامل والدائم في اليمن، وتعمل على استخدام اليمن كورقة تفاوضية في صفقاتها الإقليمية ومنصة لتهديد دول الجوار عبر وكلائهم المحليين من الميليشيا الحوثية وحلفائهم».
من جهته طالب مدير معهد ابن سيناء للدراسات في باريس بتفعيل كافة المعاهدات الدولية للحفاظ على الموروث الثقافي اليمني الذي يتعرض للتدمير على يد الميليشيا الانقلابية... مناشداً المجتمع الدولي القيام بواجباته الأخلاقية والقانونية تجاه ما يتعرض له الإرث التاريخي في كافة دول المنطقة نتيجة الصراعات التي تغذيها إيران.