بدأت قوات الجيش اليمني ترتيبات عسكرية تتناسب مع طبيعة الحسم العسكري التي بدأتها أخيراً، ضد الميليشيات الانقلابية في محيط العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظات الجوفومأربوشبوة وصعدة، فيما استمرت المواجهات بين الجيش بمساندة التحالف من جهة والميليشيات الانقلابية من جهة أخرى في جبهات تعز ولحج وحجة، التي تحقق فيها قوات الجيش انتصارات نوعية، وسط أنباء عن نشر الانقلابيين صواريخ جديدة في سواحل الحديدة تهدّد الملاحة الدولية في البحر الأحمر. وقالت مصادر عسكرية في المنطقة العسكرية الثالثة في مأرب، إن الجبهات المحيطة بالعاصمة اليمنية صنعاء شهدت تحركات عسكرية مكثفة لقوات الجيش اليمني والتحالف العربي، في إطار وضع ترتيبات عسكرية تتناسب مع طبيعة معارك الحسم العسكري، التي بدأت بوادرها في جبهات مديرية نهم (شمال شرق العاصمة) أخيراً.
وذكرت المصادر، أن نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن الأحمر، قام بزيارات ميدانية لعدد من المعسكرات والألوية المرابطة في مأرب قبل توجهها إلى جبهات القتال، حثهم خلالها على استكمال عملية التحرير وأداء الواجب الوطني باحترافية عسكرية وكفاءة عالية لإلحاق الهزيمة بالميليشيات الانقلابية، وحماية اليمنيين وإرادتهم الشعبية.
كما استعرض الوضعين العسكري والميداني في شبوةوالجوف، مع قيادة المحاور العسكرية فيها، إلى جانب استقباله قيادات الوحدات العسكرية التابعة للتحالف العربي في مأرب السابقة والحالية، وأشاد بدور دول التحالف وعلى رأسها السعودية ودولة الإمارات على مساندتهما العسكرية في ميادين القتال، إلى جوار الجيش الوطني من أجل استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب ومنع المدى الفارسي في المنطقة.
وأكدت المصادر نفسها، أن تحركات قيادة الجيش اليمني وقوات التحالف في محيط العاصمة صنعاء، تصب في وضع الترتيبات النهائية لمعارك الحسم التي بدأت مؤشراتها في جبهات نهم أخيراً، والتي حققت فيها قوات الجيش الوطني انتصارات نوعية وتمكنت من تحرير ما يقارب 80% من المديرية، مشيرة إلى أن بقية المناطق تدور فيها معارك وسيتم تحريرها قريباً.
إلى ذلك، تمكنت قوات الجيش من شن هجوم مباغت على مواقع الميليشيات في ثلاث مناطق «القتب والمدفون والحول»، وكبدتهم 20 قتيلاً وعدداً من الجرحى ودمرت آليات عسكرية وتحصينات خرسانية لهم في تلك المناطق، التي تشهد معارك عنيفة بين الجانبين، فيما تواصل قوات الجيش قصفها مواقع الميليشيات في «المجاوحة ومسورة»، على طريق نقيل بن غيلان الاستراتيجي بهدف استكمال سيطرتها على تلك المناطق، وفتح الطرق باتجاه أرحب من جهة قلب المعركة.
وكانت مقاتلات التحالف شنت أكثر من ثماني غارات على مواقع الميليشيات في نهم، لمساندة الجيش في استكمال تحرير بقية المناطق قبل التحام الجبهات عبر محاورها الثلاثة لبدء مرحلة جديدة من التحرير، باتجاه مديريتي بني حشيش وأرحب، اللتين تشهدان ترتيبات قبلية لمساندة الجيش الوطني وفتح الطرق أمام تقدمها نحو العاصمة، وفقاً لمصادر محلية في المديريتين.
وفي مأرب، أكدت مصادر ميدانية ل«الإمارات اليوم» تمكن الجيش من السيطرة على منطقة «واغرة» في وادي المخدرة باتجاه ريف العاصمة الجنوبي، بعد معارك عنيفة مع الميليشيات التي فرت من مواقعها على وقع ضربات الجيش مخلفة جثث قتلاها في المنطقة.
وأشارت إلى أن قوات الجيش أحبطت محاولة تسلل لعناصر الميليشيات باتجاه مواقعهم في غرب سوق صرواح، ما خلف أربعة قتلى وعدداً من الجرحى في صفوف الانقلابيين فيما فر البقية، في حين واصلت مدفعية الجيش دك تحصينات الميليشيات في جبال هيلان آخر معاقلهم، على تخوم مديرية خولان بصنعاء من جهة صرواح مأرب.
وفي الجوف، تواصلت المعارك والمواجهات بين الجانبين في مناطق «الغرفة والزرقة والسداح» بمديرية المصلوب غرب المحافظة، خلفت ستة قتلى وعدداً من الجرحى في صفوف الانقلابيين.
وفي حجة، استعانت الميليشيات بعناصر نسائية للقتال في جبهات ميدي وحرض بعد تكبدها خسائر كبيرة في صفوف مقاتليها، وقامت بعرض مسلح لعناصرها النسائية من اللواتي تم تدريبهن على حمل السلاح وإطلاق النار، في إطار تشكيل ما يسمى بالميليشيات النسائية التي تحاكي الطريقة الإيرانية.
ووفقاً لمصادر محلية بحجة، فإن الميليشيات نظمت عرضاً عسكرياً للمجندات في صفوفها وسط مركز المحافظة، انتهى بعرض مسلح وسط مدرسة هارون الرشيد بالمدينة، التي اعتبر عدد من مشايخها وعقالها العرض أنه خارج عن العادات والتقاليد التي يلتزم بها أبناء حجة، ما يثير سخطاً قبلياً واسعاً.
وفي الحديدة، كشفت مصادر مقربة من الميليشيات الانقلابية عن نصب صواريخ إيرانية الصنع تحمل اسم «المندب»، في مناطق متفرقة بالمحافظة الساحلية التي تستعد قوات الجيش والتحالف بمساندة قوات دولية لتحريرها، كما زرعت عدداً من الألغام البحرية على سواحلها لمنع تقدم قطع بحرية للتحالف يتوقع أن تقوم بعمليات إنزال لقوات تابعة للشرعية على سواحل الحديدة.
وهدّدت الميليشيات بتحويل البحر الأحمر إلى مسرح للمواجهات العسكرية، على خلفية التصريحات العسكرية لقوات الشرعية بقرب تحرير موانئ الحديدة، التي يستخدمها الانقلابيون منافذ لتهريب السلاح والصواريخ التي تم عرضها أخيراً، على شاشة قناة «المسيرة» التابعة للانقلابيين، من مواقع عدة في الحديدة، بينها صواريخ تصل مداها إلى نحو 300 كم، حسب مصدر عسكري تابع للميليشيات.