ما يحدث من مأسي على مجتمعنا المدجن بافكار الكهنة والمشعوذين ممن اعتادوا عبر خرافاتهم إذلال الشعوب ليستمدوا بتلك الأفكار الهدامة نفوذهم وبسط قبضتهم على شعوبهم. تلك الشعوب التي سلمت نفسها لهم مخافة ان ينالهم عذاب لم يسبق ان سمع او شاهده انسان او حيوان او جماد عاش على هذه الأرض. ورغم ان الرسل على مختلف العصور حملوا للإنسانية مفهوم واحد رغم تنوع الرسالات موضحين ان الغاية من إرسال الله لهم للبشر يأتي ضمن تهذيب النفس وردعها عن ارتكاب المظالم . لتذوب مفاهيم تهذيب النفس ليحل محلها دعاة الموت المغلف بغلاف التقرب الى الله وهو تقرب لا يمكن ان يكون الا بالقتل وتنكيل لمن يخالف راي الكهنة في إطار تشعب المجتمع وانقسامه . فالدين المرسل الذي حمل على عاتقه الحفاظ على حياة الإنسان وصون كرامته تم تغيبه بسيطرة الكهنة على جوهر الدين وصبغه بغلاف مذهبي ليطفو عليه رداء الشرعية المستمدة من الدين السماوي. ولم يكن المسلمون وحدهم من اكتووا بمثل هؤلاء ممن يطلق عليهم بفقها المذاهب بل هم امتداد لسلسلة من المذاهب والفرق التي غزت اليهودية والمسيحية لتجعل من أوروبا مقبرة للمساكين من اتباع الكاثوليكية والبروتستانت ليلفظه المجتمع بعد عشرات السنين من المذابح . وللأسف كل تلك التجربة القاسية و التي كان من المفترض ان نتعلم منها , الا اننا نعيد مآسيها تحت اسم السنة والشيعة فالحوثية المبنية على تقديس ال البيت ووجوب الطاعة لهم لايمكن ان تكون عقيدة سماوية تدعو البشر للعبودية وتسلط مثل هكذا سلالات خاصة ان مثل هذا المعتقد والذي يحمل الوعيد لمن يخلفهم فقد كفر بما انزل على محمد هي مقولة لا يمكن لله ان يأمر بها. ليقابلها خطاب داعش المبني على تكفير الشيعة بكل فرقها .. وتستمد داعش والحوثية خرافاتهم من معتقداتهم الفقهية وليس من جوهر العقيدة ليبرر فقها الحوثي نظريتهم المخالفة للقران بانه حمال اوجه .. وان القران من غير ال البيت يعد اعمى فهم وحدهم من يفهمون نصوصه ولا يمكن لغيرهم فهمه.