رغم أن الحكومة السورية وسلطات المعنية كافة تفادته خلال حياته، وغضبت من أشعاره، ولم تشارك في جنازته قبل اثنا عشر سنة، إلا أن محافظة دمشق طالبت الآن بإطلاق جائزة أدبية سنوية تحمل اسم الشاعر الراحل نزار قباني، ابن دمشق المشاكس، وشاعر الحب والهيام . ومنذ وفاته في الثلاثين من نيسان/ أبريل عام 1998، لم تحتفل الحكومة السورية أو أي من مؤسساتها الثقافية بذكرى وفاته سوى مرة واحدة قبل سنتين في الذكرى العاشرة لوفاته، من خلال معرض للصور الفوتوغرافية رصد مسيرة حياته منذ ولادته حتى رحيله ومعرض لإبداعاته وكتبه ومجموعة ندوات تتحدث عن وجدانياته. ومعروف عن قباني الذي ذاع صيته في أرجاء العالم العربي أنه شاعر للحب والمرأة، ومشاكس سياسي، وناقد لاذع للوضع العربي، توفي في لندن في 30 نيسان/ أبريل وشيع جثمانه في 4 أيار/ مايو في دمشق، وأقيمت له جنازة عفوية اخترقت شوارع دمشق التي يحب، وشارك فيها الآلاف من محبيه ومحبي شعره، من الأطفال والشباب والكهول، بغياب أي نوع من أنواع التمثيل الرسمي السوري. ويشار إلى أن قباني (1923 1998) درس الحقوق والتحق بالسلك الدبلوماسي، وتنقل في أكثر من عاصمة، كالقاهرة، وأنقرة، ولندن، ومدريد، وبكين، وأخيراً في لندن. وفي عام 1966 ترك العمل الدبلوماسي وتفرغ للشعر، وكانت ثمرة مسيرته الشعرية إحدى وأربعين مجموعة شعرية ونثرية. ويعتبر مؤسس مدرسة شعرية وفكرية، وانتقد بشكل لاذع المجتمع العربي والأنظمة العربية. وأثار ضده رجال السياسة ورجال الدين.