كتب الباحث جوناثان شانزر في صحيفة "نيويورك بوست" أن البيت الأبيض تحت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما فكك بشكل ممنهج خلية حكومية سرية للغاية يطلق عليها اسم "مشروع كاساندرا" كانت مهمتها استهداف تجارة حزب الله بالمخدرات التي تقدر سنوياً بمليار دولار. تعلمنا منذ أمد طويل أن قيادة حزب الله هي قيادة مندمجة ببعضها، وأن هذه القيادة اختارت أن تنتهج طريق الاتجار بالمخدرات وسيلة كي تمول عملياتها الإرهابية، وكذلك نشاطاتها السياسية في لبنان وكشفت الرواية المثيرة التي كتبها جوش ماير في مجلة "بوليتيكو"، تفاصيل خطط الحزب المتعلقة بتجارة الكوكايين والجريمة المنظمة، وأشارت إلى أن أوباما سمح باستمرار النشاطات بحيث لا تغضب إيران، راعية حزب الله، خلال المفاوضات النووية. وأضاف: "إذا وضعنا جانباً أن أوباما يمكن أن يكون وفّر طريقاً للانزلاق إلى أنشطة المخدرات التي تنفذها مجموعة إرهابية حتى يتمكن من متابعة صفقة نووية معيبة جداً لم تؤدِ إلا إلى وقف مسار إيران نحو القنبلة، فهو قدم لهذه الدولة الراعية للإرهاب 1.50 مليار دولار. ونحن نواجه الآن تحدياً ملحاً هو محاولة إعادة بناء بيروقراطية حكومية بعدما أخرجت أحشاءها". خطوات وحدد سلسلة خطوات يجب اتخاذها لمواجهة الحزب. أولاً، تعيين الرئيس دونالد ترامب رئيساً لإدارة مكافحة المخدرات. هذه مهمة ملحة. ومثلما قال زميلي إيمانويل أوتولينغهي الشهر الماضي في موقع "ذا هيل"، فإن الشخص الذي يجب اختياره لهذه المهمة يجب أن يأخذ في الاعتبار "الترابط المتزايد بين الجريمة المنظمة وجماعات إرهابية مثل حزب الله". وعندما يوضع الشخص المناسب في المكان المناسب، فإننا سنكون في حاجة إلى إعادة تفعيل إدارة مكافحة المخدرات. نعم، هذا يعني انفاق مزيد من الأموال ودفع فريق العمل المشترك بين الوكالات إلى مكافحة الإرهاب في الخارج. وثانياً، وربما الأكثر أهمية، هو أننا في حاجة إلى إيضاح مهمة إدارة مكافحة المخدرات. وهذا المكون الحاسم للبيروقراطية يحتاج إلى التركيز أقل على العصابات المحلية (لندع أجهزة تنفيذ القانون تفعل ذلك) وأن نعود إلى العمل على مكافحة تجارة المخدرات في الخارج حيث المخططات الإجرامية. منظمة إجرامية عابرة للحدود وبعد ذلك، يضيف شانزر، تحتاج وزارة الخزانة إلى الانخراط في العمل. وحزب الله يخضع لعقوبات بمقتضى قانوننا لمكافحة الإرهاب. لكن يجب تصنيفه كمنظمة إجرامية عابرة للحدود. وهذا ما سيمنح مقاتلينا من أجل الحروب الاقتصادية، أدوات إضافية لاستهداف الجماعة بسبب مشاريعها في تجارة المخدرات وأمور إجرامية أخرى. خرافة وثمة دور لوزارة الخارجية. فمنذ سنوات، تجاهل ديبلوماسيونا مدى قساوة المشكلة التي تشكلها التجارة العالمية لحزب الله بتهريب المخدرات، خوفاً من إغضاب حلفائنا في أمريكا اللاتينية، مثل البرازيل وباراغوي. تحتاج وزارة الخارجية إلى جعل هذه الدول وغيرها تعالج مشكلة الإرهاب الذي يتاجر بالمخدرات داخل هذه الدول. وعلى وزارة الخارجية الضغط على شركائنا الأوروبيين للتوقف عن نشر خرافة أن هناك "ذراعاً سياسية" لحزب الله يختلف عن "ذراعه العسكري". وختم: "تعلمنا منذ أمد طويل أن قيادة حزب الله هي قيادة مندمجة ببعضها، وأن هذه القيادة اختارت أن تنتهج طريق الاتجار بالمخدرات وسيلة كي تمول عملياتها الإرهابية، وكذلك نشاطاتها السياسية في لبنان. والآن، تدل المقالة التي كتبها ماير بوضوح على أن تجارة حزب الله بالكوكايين تمتد إلى أوروبا. ويجب أن يكون ذلك بمثابة دعوة للاستيقاظ".