قالت مصادر مقربة من السفارة المصرية بالرياض إن حالة من الغضب تسود الجالية المصرية في دول الخليج بسبب سياسات الرئيس محمد مرسي، وتصريحات قيادات إخوانية تجاه بعض هذه الدول دون أي موجب. وذكرت المصادر، انطلاقا من دراسة أعدتها السفارة المصرية بالرياض بالتنسيق مع سفارات مصر بالعواصم الخليجية الأخرى، أن هناك تخوفات من أن تضطر دول الخليج إلى اتخاذ “قرارات مؤلمة” ضد المصالح المصرية، وأن العمالة المصرية ستكون أكبر متضرر من هذه الخطوات. يشار إلى أن حوالي ثلاثة ملايين مصري موجودون بدول الخليج بينهم قرابة مليون بالسعودية وحدها، وأنهم يعطون الأولوية في التوظيف، إذ أن 82 بالمئة% من إجمالي عقود العمل التي حصل عليها المصريون عام 2011 كانت في منطقة الخليج. وكشفت المصادر ذاتها أن غالبية المصريين خائفون من أن يؤدي خطاب الإخوان المسلمين العدائي ضد دول الخليج إلى ردة فعل مشروعة من قبل هذه الدول، ما يهدد بفقدان آلاف المصريين لوظائفهم بالخليج حيث ينعمون بالأمن والاستقرار المادي والمعنوي هم وأسرهم في مصر. وتساءل المصريون الموجودون بالسعودية، وفق الدراسة المذكورة، عن المنطق الذي يحتكم إليه الإخوان في التصعيد مع دول الخليج خاصة أن هذه الدول هي التي تدعم إلى الآن الاقتصاد المصري سواء عبر عائدات العمالة أو من خلال الاستثمارات في مصر. يشار إلى أن حجم الاستثمارات الخليجية في مصر عام 2012، بلغ 345.7 مليون دولار وهو ما مثل 91 بالمئة% من إجمالي الاستثمارات العربية في مصر، وتمثل الإمارات والسعودية وقطر المصدر الأهم لتدفق الاستثمار الأجنبي المباشر إلى مصر. ولم يستبعد المصريون بدول الخليج أن ينفد صبر القادة الخليجيين على السقطات المستمرة لإخوان مصر، إذ كيف يعض الإخوان الأيدي التي امتدت لتنقذ اقتصادهم، وأخرجت ملايين المصريين من البطالة، وفتحت أمامهم أبواب الأمل في ظل اقتصاد مصري يسير باتجاه الكارثة، وبدل أن يسعى الإخوان لإنقاذه هاهم يدفعون الداعمين الأساسيين لهم كي يسحبوا أموالهم. واستغربت الدراسة السابقة تحالف الإخوان المسلمين مع إيران وضربهم عرض الحائط بالمصالح الخليجية في مصر ومصالح بلادهم في الخليج، معتبرة أن الإخوان يبحثون عن تحالفات أيديولوجية وهمية لا تعود عليهم وعلى مصر إلا بنتائج وخيمة، وأنها ستحولهم في الأخير إلى مجرد عبيد لإيران ورهن إشارتها مثلما يجري حاليا مع تنظيمات مثل حزب الله اللبناني. يشار إلى أن المتحدث باسم الإخوان أحمد عارف سبق أن أحدث ضجة كبرى حينما وصف الخليج العربي ب”الخليج الفارسي”، في خطوة عدها مراقبون ونشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي “مغازلة رخيصة” لإيران على حساب عروبة مصر وانتمائها القومي. إلى ذلك احتج المصريون في دول الخليج، وفق الدراسة المذكورة، على تعمد الإخوان المصريين التدخل في شؤون دول صديقة عبر الوقوف وراء “خلايا إخوانية نائمة” وتحريضها على استهداف استقرار بعض هذه الدول لأنها قررت أن تختبر إخوان مصر وشعاراتهم وارتباطاتهم الإقليمية. ودعت الدراسة إخوان مصر إلى أن يكفوا عن استثمار “التنظيم الدولي” في تجميع الأموال من كل اتجاه لخدمة أغراض سرية، وتعمد ابتزاز بعض الدول والجهات من جمع أموال كثيرة لم يتم بعد استثمار ولو جنيه واحد منها لإنقاذ الاقتصاد المصري. وكانت الجالية المصرية في الإمارات قد عبّرت منذ أيام عن غضبها من تصريحات أطلقها القيادي الإخواني عصام العريان تجاه دول الخليج، كما هاجم نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي هذه التصريحات ووصفوا العريان بأنه مختص في الإساءة للعرب والتطبيع مع الإسرائيليين. وسبق للعريان أن دعا في تصريحات سابقة اليهود المصريين الذين هجروا البلاد في الخمسينات إبان حكم جمال عبد الناصر، إلى العودة دون شروط، في خطوة هدفها مغازلة إسرائيل واسترضاء اللوبي الصهيوني بالولايات المتحدة.