* بالأمس داهمني كابوس يمني مزعج، ملخصه أن حكومة الأستاذ باسندوة تدير أمور اليابان.. فاستيقظت من النوم خائفاً على اليابان.. حالماً بما يمكن أن يحدث في اليمن على يد اليابانيين خير اللَّهمَّ اجعله خيراً. * ويبدو من تفاصيل الحلم الكابوس أننا لا نتكلم على عكس ما نعلم فحسب.. بل إننا نجيد المزاوجة بين الكابوس والحلم.. بدليل هذا التصميم على تدوير الزوايا وتعطيف الخفايا، حتى تحول مؤتمر الحوار بمكانة قدره، هو الآخر إلى أكبر عملية تكاذب وتمويت اللعب، انتظاراً لصفَّارة الحَكَم جمال بنعمر.
* هل استمعتم مثلي إلى تقرير فريق بناء الدولة؟ وهل أنتم في جاهزية بدنية وذهنية لتوقع ما يحمله تقرير فريق القضية الجنوبية.. حيث القضيتان معنيتان بتحديد شكل الدولة وبنائها.
* تحدث تقرير بناء الدولة في أمور كثيرة.. لكنه لم يقل قراراً أو توصية.. يعني لم يقل شيئاً، مع أن فرق بقية القضايا تعمدوا ترحيل كثير من أمور مؤتمر الحوار بالعبارة المرتعشة «هذا إذا بقيت الوحدة».
* انشغل التقرير بأمور كثيرة لا علاقة لها بتوصيف ما هو كائن وما يجب أن يكون.. حام حول الحمى.. حبس نفسه في التخوم.. وهرب من التوغل إلى العمق ليتنافس المتنافسون على منصة الحديث الذي تراوح ما بين الدقيق والمرسل والنثر والقصيد، وشوفوني أنا في التلفزيون، إلى قول لطفي شطارة الاستهلالي : «لا عاد أبا وحدة ولا أنا وحدوي».
* الوقت يسرق مؤتمر الحوار الوطني الشامل، والأمور تسير على منهج أهل بيزنطة.. فيما لا أحد يريد أن يزأر بالحق، وإنما إصدار تقرير بدون قرارات، وحتى بدون توصيات، حتى في قضية أن عندنا دولة فاشلة يراد لها أن تتحول إلى دولة متناحرة.
* ثمة خفة في غاية الخطورة عندما يجد مؤتمر الحوار الوطني نفسه أمام تقارير، ربما ردم أصحابها الخلافات الشخصية، وربما تجاوزوا الثنائية الماحقة «أنت ضدي لأنك لست معي».. ولكن على حساب الحاجة إلى مشاريع تتنافس على استلهام المصلحة الوطنية العليا.. وقرارات وتوصيات واضحة تفضي إلى بناء دولة يستقيم عملها وحضورها باستقامة عمل المؤسسات.
* والمصيبة أنه لا حكومة عندنا قادرة على استلهام أوجاع الناس واحتياجاتهم، وإنما الكثير من الرخاوة واللزوجة.. الرخاوة تجاه عصابات إجرامية تظلّلها مظاهر النفاق والاسترضاء.. والفساد السياسي والإداري والمالي المسكوت عنه، وحضور متواليات الإحباط.
* الخفة مستمرة في التعامل مع قضايا خطيرة.. وهناك مواقف حكومية متهالكة، وجميعها تجعلنا نستحلف مؤتمر الحوار الوطني أن لا يدفع الشعب إلى الاصطلاء بين نارين.. نار الحكومة الفاشلة، ونيران الخوف من مؤتمر حوار يتعامل مع قضايا هامة وخطيرة بخليط من التسويف والتكاذب.. وخجل العذارى.