* خاض أهل بيزنطة جدلاً بلاغياً ساخناً حول العدوّ.. قدراته وحيله وفرص وصوله وأساليب مواجهته.. قالوا.. وأعادوا.. ليفاجأوا أن العدوّ صار داخل أسوار مدينتهم. * ولست متأكِّداً من عدد الذين خاضوا الجدل في بيزنطة.. هل كانوا (565) كأعضاء مؤتمر الحوار؟ أم (301) عدد أعضاء البرلمان؟ أم أنهم كانوا فقط بعدد أعضاء حكومة باسندوة؟ * ولا أظنّ إلاَّ أننا نعيش في إدارتنا لأمور اليمن نكرِّر كل ما هو عابث وبيزنطي وفاشل.. نأخذ من التاريخ أسوأ ما فيه ونقلب للتجارب الحديثة ظهر المجنّ.. فلا نحن قلنا لمن يحكم: «الأمر إليك».. ولا نحن أدرنا الذات اليمنية بقواعد دستورية وقانونية تؤكِّد على الديمقراطية والمساواة والعدالة.. والإنجاز. * وحدهم مشايخ القبائل ينقسمون ما بين شيخ متسلِّط تطربه أنشودة "يا شيخنا احنا فدالك.. أنت الدجاجة واحنا عيالك".. وشيخ ديمقراطي يسمح للرعية بالكلام ثم يستولي على ما تطال إليه أيادي زبانيته من القات والعسل والكباش. * ورغم ما صاحب ثورة الشباب من فجور الأحزاب خارج قواعد تمثّل القدوة وابدأ بنفسك توقَّع الكثيرون أن يفضي مطاف المدّ الثوري المخلوط بالتسوية إلى حكومة تترك لمؤتمر الحوار وللأحزاب أن ينشغلوا بالقضايا الجهوية والفئوية والدستورية وتتفرَّغ لمواجهة التحدِّيات الاقتصادية والأمنية.. فإذا بالأمل أشبه بتطلُّعات إبليس في الجنَّة. * منذ تشكيل حكومة الوفاق وهي تتحفنا بالغريب من المواقف الفاشلة تحت عناوين "إنني رَجُلٌ بكَّاء" و"لا أعلم إلاَّ من التلفزيون".. إلى ما هنالك من أداء وزراء ورؤساء مرافق حكومية يجمعون بين كل ما يؤكِّد أن المصائب لا تأتي فرادى. * فشل ذريع في إدارة ملفّ الأمن.. ومثابرة في إعادة إنتاج الفساد الإداري والمالي بدوافع العمر فرصة.. واستئصال شأفة الآخر. * تسأل عن البرلمان الديناصوري فتجده واقعاً تحت تأثير الصدمة من ابتلاع كل التشريعات الصادرة عنه في بطن المبادرة.. وتسأل عن الشورى فلا تسمع من أعضائه سوى الدعاء بحسن الخاتمة.. وتسأل عن القرار السياسي فتجده مربوطاً إلى شبكة من التوصيات المعقَّدة. * وفيما تنشغل جماعات الحوار بأجندتها الفئوية في بهو الفندق يتواتر التسريب بأن لا تغيير في أسماء الوزراء ولا عناوينهم.. لا مساس أو تعديل أو تغيير حتى لمن يجمعون بين ضيق الأفق وقلَّة الخبرة وسوء القرار. * وفيما سيتصاعد جدل أهل بيزنطة.. تستمرّ حكومة القضاء والقَدَر ويستمرّ القبض الشعبي على المزيد من الريح.