تبحث إيرانوروسياوتركيا، القوى الخارجية الثلاث التي أوصلت الحرب الأهلية السورية إلى شكلها الراهن، الأربعاء سبل إنهاء القتال على الرغم من مشاركتها في حملات عسكرية متنافسة على الأرض. وقال مسؤولون أتراك إن زعماء الدول الثلاث سيجتمعون في أنقرة لإجراء محادثات بشأن دستور جديد لسوريا وزيادة إجراءات الأمن في مناطق “منع التصعيد” في مختلف أرجاء البلاد. وتجمع قمة سوريا قوتين من أوثق حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد، هما إيرانوروسيا، مع تركيا أشد معارضيه. وعزز التعاون بين المعسكرات الثلاث المتنافسة الآمال في جلب الاستقرار إلى سوريا بعد الصراع المستمر منذ سبع سنوات والذي سقط فيه نحو 500 ألف قتيل وأدى إلى نزوح نصف سكان البلاد تقريبا. لكن العنف مستمر مما يلقي الضوء على خلافات استراتيجية بين الدول الثلاث التي تتحكم في مصير سوريا إلى حد بعيد في ظل غياب أي تدخل غربي حاسم. وسحق الجيش السوري بدعم من مقاتلين تساندهم إيران وقوة جوية روسية، المعارضين قرب دمشق في الغوطة الشرقية وهي واحدة من أربع مناطق مشمولة باتفاق خفض التوتر الذي توصلت له الدول الضامنة (تركيا وايران وروسا) في العاصمة الكازاخية استانا. وانتقدت تركيا بشدة الهجوم على الغوطة لكنها تشن في الوقت ذاته عملية عسكرية أخرى لإخراج مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية من منطقة عفرين في شمال غرب سوريا. وتعهدت بالسيطرة على بلدة تل رفعت والمضي قدما شرقا مما أثار غضب إيران. وقال مسؤول إيراني كبير “أيا كانت النوايا، فإن الخطوات التركية في سوريا، سواء في عفرين أو تل رفعت أو أي مكان آخر، يجب أن تتوقف في أقرب وقت ممكن”. وإيران هي الحليف الأكثر دعما للأسد في مختلف مراحل الصراع، فقد ساعد مقاتلون مدعومون من طهران القوات الحكومية في وقف تقدم المعارضين في بادئ الأمر، وبعد دخول روسيا الحرب عام 2015 تحولت دفة القتال لصالح الأسد بشكل حاسم. وقال مسؤول تركي إن أنقرة ستطلب من موسكو الضغط على الأسد للسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية في الغوطة والحد من الغارات الجوية على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. وأضاف “نحن نتوقع… أن تسيطر روسيا على النظام بدرجة أكبر”.