للعام الرابع على التوالي، يقف اليمنيون بين نارين، فبالإضافة إلى الانقلاب الحوثي الذي خنق جميع فرص الحياة في البلد، تمضي الأوبئة الممزوجة بالفتك بما تبقى من روح لدى المواطن اليمني. وتقول منظمة الصحة العالمية إن الأوبئة الفتاكة حصدت خلال الأعوام الثلاثة الماضية أرواح يمنيين، أكثر مما فعلته نيران الحرب المستعرة منذ الاجتياح الحوثي للعاصمة صنعاء أواخر سبتمبر 2014 والانقلاب على السلطة. ويأتي مرض الكوليرا على رأس الأوبئة التي حصدت أرواح اليمنيين خلال العام الماضي، وذلك بتسببه بوفاة أكثر من ألفين و259 شخصا، وأكثر من مليون إصابة، فيما بدأت العشرات من أوبئة الأزمنة الغابرة بالعودة إلى الواجهة بعد الانقلاب، جراء انهيار المنظومة الصحية ونهب الانقلابيين للمساعدات الدولية. وتتوقع منظمة الصحة العالمية حدوث موجتين جديدتين من انتشار وباء الكوليرا، خلال العام الجاري، بالتزامن مع حلول موسم الأمطار في البلاد. ووفقا لتحذيرات المنظمة التي أطلقتها في فبراير الماضي فإن وباء "الكوليرا" الذي قتل نحو ألفين و259 مواطنا خلال العام الماضي، سيعود للتفشي من جديد في موسم الأمطار في ظل نظام صحي ضعيف للغاية. ولا تزال 55% من المرافق الصحية خارج الخدمة، بينما يواجه الموطن تحديا جديدا في انتشار أوبئة أخرى خطيرة جراء محاولات الجيوش الإلكترونية التابعة للانقلاب نشر حالة من الخوف في أوساط المواطنين من اللقاحات التي تتبناها منظمة الصحة العالمية. وقال سلامة بيتر، نائب مدير عام المنظمة لبرنامج الطوارئ الصحية: "رغم التراجع الذي شهدته حالات الإصابة بالكوليرا أواخر العام الماضي فإن المشكلة الحقيقية هي أننا ندخل مرحلة أخرى من المواسم المطيرة"، متوقعا أن تزيد حالات الكوليرا في إبريل/نيسان وأغسطس/آب.