تنعقد القمة العربية الثانية والعشرين في مدينة سرت الليبية وسط تعقيدات تعيشها المنطقة العربية برمته , ومثلت استضافة ليبيا لهذه القمة تعقيدا جديدا يضاف الى التعقيدات التي تجعل من عقد القمة العربية مجرد اسقاط واجب للجامعة العربية والدول العربية ,ويرجح المراقبون غياب معظم الزعماء العرب وحضور زعماء ممن ينطبق عليهم المثل القائل مجبرا أخاك لا بطل . وبات من المؤكد ان الرئيس المصري مبارك لن يحضر الى القمة ومن المقرر ان يمثل مصر احمد نظيف وزير الخارجية ورغم إن مبارك لديه عذر مرضي يجنبه الحرج من القذافي المعروف بحركاته وتناقضاته , الا ان العاهل السعودي لن يحظر وذلك لان القلب مازال يحمل شيئا من القذافي , اما قطر فستحضر مماحكة للمملكة لكن سلطنة عمان لن فاسلطان قابوس معروف بحكمته وتعاطيه مع مثل هذه المواقف ومن المقرر ان ينتدب من يمثله , في الوقت الذي يرجح حضور البحرين لانها مملكة صغيرة وان كانت مصلحتها مرتبطة مع السعودية . اما الرئيس اليمني فلا شك انه لن يحضر قمة سيرت وقد صرح بذلك خاصة وان الدعم الذي قدمه القذافي للحوثين في حربهم ضد السلطة من الصعب تجاوزه. كما يرجح المراقبون حضور امير الكويت لانه يحمل جميلا لليبيا والقذافي , كما يحضر الرئيس السوري لحماية نفسه من القذافي ولايريد ان يخسر الدعم المقدم له من ليبيا, لكن الوضع مختلفا في لبنان الذي يرى في ليبيا عدو ولن يرسل الى هذه القمة سوى مندوب لبنان في الجامعة العربية وهو ادنى تمثيل في القمة العربية . ومن المتوقع ان تحضر السودان الى القمة خوفا من جنون القذافي , وكذا الصومال التي تحتاج لكل نظام عربي والامر ذاته ينطبق جزر القمر التي تحتاج الى الدعم والمساعدة . اما الامارات فهي لن تحضر مجاملة للسعودية , وبخصوص العراق فسيحضر فالأمر زاد تعقيدا بعد مغادرة وزير الخارجية العراقي اليوم لاجتماعات وزراء الخارجية العرب بعد استقبال القذافي لوفد عراقي معارض . وتبقى دول المغرب العربي التي من المقرر ان تحضر الى القمة العربية تحت اضغط القوة التي تمتلكها ليبيا باستثناء المملكة المغربية التي تمتلك علاقات قوية مع السعودية . المراقبون لايستبعدون ان يقوم القذافي ان يقدم على محاصرة الحاضرين في القمة , خاصة وان القذافي قد طلب حراسات محدودة للزعماء المشاركين واشترط عدم دخول اسلحة اتوماتيكية مع المرافقين. وعرف القذافي بمزاجيته وتقلباتها في النظر الى القضايا العربية وكذا القمم العربية التي اثار فيها الكثير من الجدل بسبب تصرفاته الطائشة التي عبرعنها برفع ارجله في احد القمم العربية .. اما وقد رأس القذافي القمة فان الشارع العربي ينظر الى القمة بعين الا مبالاة وفي الجانب الاخر ينظر اخرون الى القمة بانها تهريج سياسي ومثيرة للضحك ولاسى معا...