دور دولة الإمارات ضمن مهمة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة دور متكامل لجهة المسؤولية التاريخية التي يلبيها بعد أن لبت الإمارات نداء الشرعية في اليمن، وهبت لنجدة الشعب اليمني الشقيق، نحو تخليصه من براثن جماعة الحوثي الإيرانية، وفي ضوء هذا تقرأ عملية الحديدة، حيث تدعم القوات المسلحة الإماراتية وتسند الجيش الوطني اليمني، وفي دور الإمارات، بالإضافة إلى ذلك، العمل الإنساني الواعي الذي لم ينقطع منذ فجر الأزمة حتى اللحظة، ويبشر بدء معركة الحديدة ببشائر ما بعد التحرير، وأولاها مد جسرين إغاثيين، بحري وجوي، نحو تكثيف الإغاثة ووصولها إلى جميع المستحقين من أطياف الشعب اليمني كافة. البشائر مع معركة الحديدة منذ الوهلة الأولى، ونيات الإمارات يصدقها العمل، ويصدقها تقديم الإمارات أبناءها، أغلى ما تملك، في سبيل الله، وفي سبيل تحرير التراب اليمني كاملاً، واستعادة الشرعية كاملة، وحماية الحد الجنوبي ومكة والمدينة والمقدسات من أطماع جماعة الحوثي الإيرانية الإرهابية، التي لم تعد، هي نفسها مطامعها المعبرة مباشرة عن الأطماع الإيرانية التوسعية، وعن البصمة الإيرانية الطائفية ومعها بصمة ما يسمى «حزب الله» اللبناني. أمس، لدى تلقي نبأ استشهاد أربعة من أبطال الإمارات البواسل، وهم الشهود على مهمة الإمارات المقدسة طغت مشاعر الاعتداد والفخر، بل السعادة، على مشاعر الحزن، مع الإقرار الأكيد بأن للفقد مرارته، لكن المشهد الإماراتي الذي يقرأ بدوره كاملاً، مشهد يدعو إلى الطمأنينة والثقة، لأنه ينبئ عن قوة الإمارات، وعن قدرتها وإصرارها، وعن تمسكها بقيمها وشيمها المتوارثة وهي تذهب أبعد في حرب هي من أقدس الحروب، لأنها ضد عدو واضح، لا يمثل نفسه وأهواءه الباطلة، بقدر ما يمثل إيران الطائفية المجرمة، وحلفاءها في المنطقة العربية. وشعب الإمارات الذي يحتسب شهداءه الذين انضموا إلى قافلة زملائهم من الأشاوس من قبل عند الله، يزداد، كل مطلع شمس، تمسكاً بفكرة حرب سلام اليمن، هذه الفكرة التي تنبع من دينه وعقيدته وإرثه ونداء ضميره، والتي تنسجم تماماً مع سعيه إلى تحقيق مصلحته ومصالح الشعوب الشقيقة، والأمة جمعاء، وإذ يتطلع شعب الإمارات، مع الأشقاء اليمنيين، إلى يوم الظفر الكبير، ليؤكد على تجديد عهد الولاء والانتماء، لوطن غمره بلطفه وعطفه ومحبته، ولقيادة تزيده كل يوم، رفعة ومنعة وغنى. رحم الله شهداء وجرحى الإمارات الأبرار، وغيرهم من الأشقاء ممن ضحى بدم الروح من أجل أمن واستقرار اليمن، وبالتالي من أجل أمن واستقرار ونماء المنطقة، ومن أجل تطويق الفكرة الحوثية الضيقة التي تستمد استمرارها مما يتيحه الإيراني على الأرض، ومن هنا أهمية وضرورة تحرير ميناء الحديدة، حيث يسهم في قطع اليد الإيرانية، وفي مضاعفة حيرة وارتباك إيران وذيولها في اليمن والمنطقة.