قال اللواء مختار قنديل الخبير الاستراتيجى والعسكرى في مصر، إن السبب الرئيسى للزيارات المستمرة والمتكررة لمسئولى الاتحاد الأوروبى فى مصر، أن أوروبا تتخوف من تنامى دور الجيش خلال الفترة المقبلة والتأثير على مصالحها فى دول إفريقيا، خاصة بعد بروز القائد الشاب للقوات المسلحة "الفريق أول عبد الفتاح السيسى"، الذى بدأت أوروبا معه استدعاء شخصيات عسكرية كبيرة كان لها دور بارز وتعتبره خليفة لها مثل محمد على وجمال عبد الناصر، لافتا إلى أن الأول وصل بجيوشه وقواته إلى حدود أوروبا، وهدّد مصالحها بشكل مباشر، واحتل أجزاء منها، والثانى، قامت على يده كافة حركات التحرر الاستعمارية فى مختلف دول القارة الأفريقية، وكوّن وحدة جمعت المصريين والعرب تحت لواء واحد. وأوضح قنديل، تعليقا على الزيارات المتكررة للمسئولة العليا للسياسات الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون: "أوروبا لا ترغب فى تهديد مصالحها بالشرق الأوسط وإفريقيا، ولا ترغب فى أن يكون للجيش المصرى دور فى المرحلة القادمة فى قضايا التنمية، والوحدة بين العرب أو الأفارقة، التى تحصل منهم كافة دول أوروبا على خامات الصناعة العملاقة الموجودة لديها. وأشار قنديل إلى أن أوروبا تدين أى أحداث إرهابية تحاول المساس بأمن مواطنيها أو تخترق منظومة أمنها القومى، وتعلن الحرب عليها وقتما تشاء، ولكنها، تزايد كثيرا عندما تحاول مصر مواجهة أى محاولات اعتداء إرهابية تجاه مؤسساتها، أو تحاول غل يد العنف المتحمل ضد أبناء الشعب المصرى من جانب أى فصيل آخر. ولفت إلى أن كاثرين آشتون تطلب الجلوس مع كل الأطراف فى مصر من أجل النفاذ إلى الجسد المصرى، ومعرفة ما يدور داخله، والاستفادة منه فى حبك المؤامرات وإثارة الفتن وإذكائها بين الأطراف المختلفة للصراع فى مصر، محاولة بذلك إحداث فتنة وانقسام وإفشال أى جهود فى اتجاه المصالحة أو الاستقرار خلال الفترة المقبلة. وأكد الخبير الاستراتيجى أن أوروبا تسعى لتحجيم دور الجيش المصرى بشكل واضح، أكثر من أمريكا، والتأثير على دوره خلال المرحلة الراهنة، نظرا لتأكدهما أن الجيش المصرى عندما ينهض سيصبح مصدر قلق واضطراب لأوروبا كلها، ويهدد مصالحها بشكل مباشر. من ناحية أخرى قالت مصادر سيادية مطلعة ل"اليوم السابع" إن أمريكا والدول الغربية تلجأ إلى ممارسة العديد من الضغوط السياسية والاقتصادية على مصر خلال المرحلة الراهنة، بعد أحداث ثورة 30 يونيو التى شاركت فيها جموع الشعب المصرى، ضد نظام جماعة الإخوان المسلمين وأسقطت الرئيس مرسى، مستغلة فى ذلك التشدق بمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان، وبعض العبارات الرنانة التى تستخدمها من أجل التدخل فى شئون مصر الداخلية، وإرباك المشهد بشكل عام. وأوضحت المصادر أن أمريكا والدول الغربية تدّعى أنها تمارس الديمقراطية وحقوق الإنسان كذبا، على الرغم من أنها تشجع جماعات متطرفة للتواجد فى شوارع القاهرة، وحمل السلاح لمواجهة أجهزة الدولة، وإرباك حسابات الأمن. وأضافت المصادر: "أى حقوق إنسان تتحدث عنها أمريكا وأوروبا لجماعات تحاصر المواطنين فى منازلهم، وتتعدى على منشآت عسكرية، وتتعاون مع منظمات إرهابية خارجية ضد الحكومة المصرية، وتسعى لقتل الشعب المصرى"، مؤكدة أن إقامة البلوكات والأسوار والسواتر الرملية فى الشوارع، أمام حركة سير المواطنين، وصعود الآلاف على الكبارى لقطعها، أعمال إرهابية لا تقبل بها أى دولة ديمقراطية فى العالم، مهما كانت تعلى من الحريات وحقوق التعبير عن الرأى. وأشارت المصادر إلى أن الطابور الخامس وأذناب أجهزة المخابرات الأجنبية فى مصر يبررون خروج المسيرات المسلحة المؤيدة لعودة الرئيس المعزول فى الشوارع بدعوى حقوق الإنسان والدفاع عن الشرعية، ولا يعلّقون على أحداث القتل والدماء والتفجير التى تحدث بشكل يومى على رمال سيناء، من جانب الإرهابيين المتطرفين.