القاهرة (الوطن)-- «الديمقراطية هى رد فعل الشارع وليس الصناديق، والمصريون ثاروا وقالوا لا نريد أن يحكمنا الإخوان، هذه هى الديمقراطية الحقيقية».. هكذا بدأ الكاتب والمفكر السياسى الكبير جهاد الخازن حواره مع «الوطن»، مؤكداً أن أحداث 30 يونيو ثورة شعبية، والجيش نزل ليحمى البلد من أى تداعيات خطيرة قد تحدث بعد رفضهم حكما فاشلا كاد يودى بهم إلى الهاوية. وأضاف «الخازن» أن جون ماكين وليندسى جراهام، عضوى الكونجرس الأمريكى، مجرما حرب وأياديهما ملطخة بالدماء فى مصر والعراقوسوريا، بالاشتراك مع «الإخوان»، وأن «ماكين» استغل «ركوب الإخوان» على أكتاف شباب ثورة 25 يناير وتواصل مع خيرت الشاطر، نائب المرشد، للحصول على تطمينات بحماية أمن إسرائيل. وأكد «الخازن» أن الانتخابات الرئاسية السابقة مشكوك فى نزاهتها، وقال: أنا أعرف بشكل شخصى أن «شفيق» كان الفائز، لكن المجلس العسكرى آثر إعلان فوز «مرسى» تجنبا لشر الإخوان الذين هددوا بحرق الأخضر واليابس، وأن الحديث عن الخروج الآمن للإخوان أو الإفراج عن «مرسى» مجرد تكهنات لإشعال أزمة طائفية وإرباك المشهد الداخلى، وأضاف أن «التعمير» ليس فى عقيدة الإخوان ولم يتعاملوا مع مصر يوما على أنها وطنهم، بل مجرد دولة من دويلات التنظيم الدولى، وأكد أن الراحل عمر سليمان قال له فى آخر لقاء معه: «لا أذكر أننا قابلنا إخوانيا واحدا يفهم فى الاقتصاد شيئا.. وخبرتهم الوحيدة فى المتاجرة بالدين والدم». * هل توقعت سقوط دولة «مرسى» بهذه السرعة؟ - حسنى مبارك احتاج 30 عاما لكى يثور المصريون عليه، فيما لم يحتَج الإخوان المسلمون سوى عام واحد، كان عاما سيئا للغاية على المصريين، خاصة فى مجالى الأمن والاقتصاد؛ حيث بلغ الوضع المصرى درجة من السوء لا يمكن تخيلها، وتعمد الإخوان فى حكمهم خلال العام المنصرم الوصول بالمصريين إلى أسوأ ما يمكن أن يعيشوه على الإطلاق، لقد كان حكمهم هو الفشل بعينه على كل الأصعدة الداخلية والخارجية. وأذكر أن اللواء عمر سليمان قال لى فى آخر حوار صحفى جمعنا: «لا أذكر أبدا أننا قابلنا إخوانيا واحدا يفهم فى الاقتصاد شيئا، وهم ليس لديهم أى خبرة سوى فى المتاجرة بالدين والدم». * هل توقع اللواء الراحل عمر سليمان أن ينتهى حكم الإخوان بهذه السرعة إذا وصلوا للسلطة؟ - بصراحة لا، وعن نفسى لم أتوقع ذلك أيضاً، لكن المصريين قالوا كلمتهم الأولى والأخيرة فى حكم الإخوان، وما حدث يوم 30 يونيو لم يكن انقلابا عسكريا أبدا؛ حيث نزل الجيش لكى يحمى البلد من أى تداعيات خطيرة ومن أحداث فوضى وعنف قد تحدث بناء على هذا الرفض الشعبى المصرى الجارف إزاء حكم فاشل كاد يودى بهم إلى الهاوية والذى يمكن وصفه بكل واقعية أنه «ثورة شعبية على الإخوان» لا أكثر ولا أقل. * لكن بعض القوى الغربية تصف أحداث 30 يونيو بأنها انقلاب عسكرى؟ - من يتحدث عن أن الجيش هو الذى يحكم أقول له أنت مخطئ؛ فالجيش نزل بناء على إرادة شعبية ولم يحكم، وسلم رئاسة الدولة إلى رئيس المحكمة الدستورية العليا وفقا للدستور، أى لأعلى سلطة مدنية فى البلد، ولم يحكم الفريق أول عبدالفتاح السيسى، فكيف يدّعون أن الجيش يحكم وأن مصر تخضع لحكم العسكر؟ الذى يقول ذلك يعتدى على الحقيقة ويعتدى على المصريين وإرادتهم. * لكن مرجعهم فى ذلك أن الإخوان الآن مضطهدون فى الشوارع من أجل رئيسهم المنتخب؟ - الإخوان لم يكن لديهم خير لمصر، والدليل على ذلك ما يحدث الآن، فكيف يكون لديهم خير لمصر وهم يقطعون الشوارع ويقيمون المتاريس والمستعمرات الإخوانية فى كل اتجاه لتعطيل حياة المصريين والإصرار على الذهاب بالاقتصاد والاستقرار إلى الجحيم؟ لو كان فيهم خير لمصر لذهبوا إلى العمل والإنتاج ومن ثم الاحتكام إلى الصناديق فى الانتخابات، لكنهم أبدا لن يفعلوا ذلك؛ لأن التعمير ليس من عقيدتهم ولم يتعاملوا مع مصر يوماً على أنها وطنهم، بل مجرد دولة من دويلات التنظيم الدولى للإخوان المسلمين على مستوى العالم. * جون ماكين قال صراحة فى زيارته الأخيرة لمصر إن الوضع غير مقبول وما حدث انقلاب على شرعية «مرسى». - جون ماكين أحد دعاة الحرب فى العالم العربى، وسبق أن ذهب إلى سوريا وطالب باحتلالها وأجرى لقاءات عدة مع إرهابيين لدعم الحرب الأهلية فى سوريا، والمشكلة الحقيقية التى لم يقرأها الكثير من المتعاطفين مع الإخوان وحكمهم أن السنة التى تولى فيها الإخوان الحكم لم يكن لهم فيها أى علاقات جيدة إلا مع أمريكا وإسرائيل فقط. * لماذا تقول إن جون ماكين وليندسى جراهام عضوى الكونجرس الأمريكى ينفذان مصالح إسرائيل فى منطقة الشرق الأوسط؟ - هذان الرجلان عدوان لدودان للعرب والمسلمين، وهما مجرما حرب وأياديهما ملطخة بالدماء بالتعاون مع الإخوان ودعمهم المباشر لهم فى كل الدماء التى أريقت فى العراقوسوريا ومصر، وكل علاقاتهما مع الإخوان كان هدفها الوحيد حماية أمن إسرائيل وأمريكا لا أكثر، وكل دول الاتحاد الأوروبى تحتاج إلى مصر، ومصر لا تحتاج إلى أحد؛ لأن أمنها واستقرارها استقرار للمنطقة ككل. * ما المغزى من توقيت زيارة «ماكين» و«جراهام» لمصر، خاصة أن «ماكين» قال: مصر ستشهد فى الأسابيع المقبلة فترة حرجة ومواقف حاسمة ستنعكس على المنطقة برمتها؟ - أحاول أن أتبنى الموضوعية، لكن هذه الموضوعية يجب ألا تغفل حقيقة أن الاثنين يتمنيان الخراب لمصر وإشعال الموقف أكثر، والحديث عن الخروج الآمن للإخوان أو الإفراج عن «مرسى» هو مجرد تكهنات لشحذ طائفى ما بين من هم إخوان ومن هم ليسوا إخوانا خاصة فى ظل وجود اعتصامات لا قانونية تربك المشهد الداخلى المصرى كليا. * ليندسى جراهام وجّه نقدا لاذعا للسلطة الحاكمة فى مصر وقال: «من فى الحكم ليسوا منتخبين، بينما الذين تم انتخابهم فى السجون، وهذا وضع غير مقبول».. ألا يعد هذا تدخلا سافرا فى الشأن الداخلى المصرى؟ - الانتخابات التى جرت كان مشكوكا فى نزاهتها من البداية، وأنا أعرف بشكل شخصى أن الفائز فى انتخابات الرئاسة كان الفريق أحمد شفيق، لكن المجلس العسكرى آثر إعلان فوز محمد مرسى لاعتبارات تخص الأمن القومى المصرى وتجنبا ل«شر» الإخوان فى تلك المرحلة، الذين هددوا فى تصريحات علنية بحرق الأخضر واليابس، وفى النهاية يجب التصديق أن الديمقراطية هى رد فعل الشارع وليس الصناديق، والمصريون ثاروا وقالوا لا نريد أن يحكمنا الإخوان، هذه هى الديمقراطية الحقيقية التى يجب أن يؤخذ بها فى الاعتبار؛ فقد أيقن المصريون فى الوقت المناسب أن حكم الإخوان هو حكم «الخراب» فكيف نغفل ذلك؟ * لكن يبدو أن الأمريكيين يحصرون طرفى المعركة فى مصر بين الإخوان والجيش وليس بين الإخوان وغالبية الشعب المصرى الذى يرفض حكمهم! - من العجيب أن يصر الأمريكيون فعلا على ذلك، لدرجة أنهم مصرون على الدفاع عن حكم الإخوان أكثر من دفاعهم عن حكم «مبارك» إبان ثورة 25 يناير؛ فالأمريكيون يخافون سقوط الإخوان فى مصر لأنه سيندرج تحته سقوط الإخوان فى جميع دول المنطقة ومنها سوريا وتونس واليمن والأردن فى ذات الوقت؛ فالإخوان هم أكثر فصيل سياسى فى المنطقة قدم كل فروض الطاعة والولاء للأمريكيين والإسرائيليين، وبالتالى سيفقدون سيطرتهم على هذه الدول، وسقوط الإخوان فى مصر سيمنع الأمريكيين من لعب دور فاعل فيها. * هل ترجع هذه التحركات الاستفزازية من جانب «ماكين» تحديدا إلى أنه كان المهندس الأول لصفقة وصول الإخوان للحكم مع خيرت الشاطر وفقا لبعض التسريبات؟ - قرأت عن مثل هذه التسريبات التى تشير إلى أن صفقة تمت بين «ماكين» و«الشاطر» مفادها وصول الإخوان للحكم مقابل «أمن إسرائيل وتأمين العبور فى قناة السويس والتدخل فى الوضع الاقتصادى بطريقة معينة»، لكن الذى أعرفه حقا أن «ماكين» استغل بشكل مباشر «ركوب الإخوان» على أكتاف شباب ثورة 25 يناير، وكان الهدف الأساسى من هذا التواصل مع «الشاطر» هو حماية أمن إسرائيل فى المقام الأول، خاصة أن «الشاطر» كانت لديه كل المؤهلات والتقديرات على الأرض لتأكيد وصول الإخوان لحكم مصر بالتعاون مع أمريكا. * وفقا لما تقول، هل يمكن القول إن الإخوان «خانوا» مصر والمصريين؟ - كلمة الخيانة كبيرة، لكننى أقول إنهم فشلوا فشلا ذريعا، حتى فى تطبيق نموذج أردوغان فى تركيا، الذى حكم لعدة فترات متتالية، الإخوان لا ينظرون إلا تحت أقدامهم؛ ف«أردوغان» الذى قاد الاقتصاد التركى وحمله الشعب على الأعناق لأربع فترات رئاسية، حينما ارتكب مجزرة ميدان «تقسيم» ثار الشعب عليه وأصبحت هناك قلاقل تجاه حكم الإخوان فى تركيا، والحديث عن «أخونة» الشعوب لا علاقة له بإرادات الشعوب التى لا يقرر مصيرها إلا قناعاتها. * ما الدلالة التى يمكن أن نخرج بها من تصريحات كل من كاترين أشتون، مبعوثة الاتحاد الأوروبى للسياسة الخارجية، وويليام بيرنز، نائب وزير الخارجية، و«ماكين» و«جراهام»؟ - قد يبدو أن التصريحات التى خرجت بها «أشتون» تجاه معاملة «مرسى» ووضعه الصحى وظروفه جيدة للرأى العام، لكن يجب ألا نغفل أبدا أن كل هذه الزيارات المكوكية لا تخدم إلا الحصول على أكبر ضمانات لصالح أمن إسرائيل مع الإخوان وقياداتهم. * هل يمكن أن تكشف لنا بعض أسرار العلاقة الخفية بين «ماكين» والإخوان؟ - «ماكين» يمثل فى السياسة الأمريكية «اليمين المتطرف»، وكل مهمة هذا التيار اليمينى المتطرف (المحافظين الجدد) الحفاظ على أمن إسرائيل بأى طريقة، وتوقعوا من خلال التطمينات والضمانات التى أعطاها الإخوان لهم على مدار الفترة الانتقالية الأولى وفترة الحكم لصالح إسرائيل أن يكون الإخوان هم أداتهم الباطشة ضد ما يهدد إسرائيل، خاصة أن وصول الإخوان للحكم هو حلم 80 عاما منذ قيام تنظيمهم لأول مرة، وبالتالى كان لديهم كل الاستعداد النفسى والتاريخى والعقائدى كذلك لكى يفعلوا كل ما يريده منهم الأمريكيون مقابل الحصول على كرسى الحكم ومن ثم تطبيق حكمهم الفاشى، فالإخوان كانوا على علم تام بأن «ماكين» هو من أشعل الحرب فى العراق وأفغانستان على الإسلام وأن مسئولية هذا اليمين المتطرف القضاء على العرب والمسلمين فى كل أنحاء العالم، وهذا اليمين هو الذى يتبنى كل التوجهات الداعمة لإسرائيل فى الكونجرس الأمريكى. * لكن الإدارة الأمريكية خرجت تقول إن تصريحات «ماكين» و«جراهام» لا تعبر عن موقف الإدارة الأمريكية! - الإدارة الأمريكية تحاول ألا تصطدم مع المؤسسة العسكرية فى مصر، خاصة أن قيادات الجيش المصرى من الشعب، وبالتالى سيكونون على صدام واضح مع المصريين وليس مع الجيش تحديدا، وأعتقد أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما لديه نوايا حسنة كثيرة تجاه مصر فى هذه المرحلة ومعه أيضاً جون كيرى الذى قال مؤخرا إن الذى حدث فى مصر انتفاضة شعبية ضد الإخوان وليس انقلابا عسكريا، لكن النظام الأمريكى فى الحكم له سياسات مختلفة، ويحاول اليمين المتطرف إيقاع فترة حكم أوباما فى فخ العداء الخارجى مع دول المنطقة العربية، خاصة أنه لم يتبق على نهاية ولايته سوى عامين، و«ماكين» كان منافسه الأول؛ ف«أوباما» ليس قادراً بمفرده على توجيه دفة السياسة الأمريكية تجاه المنطقة، وبعد إجراء الانتخابات المصرية المقبلة وتطبيق أبجديات الدولة المدنية بعد سقوط «مرسى» سيكون لديه حرية أكبر فى التعامل مع الشأن المصرى بشكل أكثر دعما. * كيف يمكن أن يأمن الإخوان الذين يرفعون شعار «الشرعية وعلى القدس رايحين بالملايين» لرجل مثل «ماكين» صاحب العبارة الشهيرة «لو استطعت قصف الكعبة لفعلتها وانتهينا»؟ - الإخوان يمكنهم التحالف مع الشيطان والذهاب إلى جهنم من أجل مصالحهم، ومهما كانت الأسباب فهى مقبولة لديهم ولها مبرراتها، المهم أن يكونوا فى سدة الحكم، أما مقولة الشرعية البالية التى ينادون بها، فأقول لهم: كيف تنادون بالشرعية والقرآن الكريم لم يقل أبدا أن يقتل مسلم أخاه من أبناء وطنه لكى يظل الإخوان على الكرسى؟ وهذا لا يحدث فقط فى مصر بل هى عقيدة راسخة لديهم فى كل البلدان التى لهم فيها وجود على الأرض، بما فى ذلك العراق، على سبيل المثال، ومن قتل المسلمين فى مصر والعراق هم إرهابيون والذين سقطوا تحت لواء الشرعية أكثر ممن قتلتهم إسرائيل فى حربها معنا، إنهم الإرهابية الفاشية، وقيادات الإخوان كان يجب عليها أن تعى تماما حجم التحريض البذىء الذى تقوم به حيال مسلمين مصريين آخرين. * هل يندرج ما تقوله على الوضع فى سيناء؟ - طبعا، ما علاقة الدين والشرعية بأن توجه رصاصات غادرة لقلب جندى بسيط يؤدى واجبه فى الدفاع عن وطنه ويتلقى راتبا بسيطا ليعول به أسرته؟ إن ما يحدث فى سيناء «حرام»، وما يفعلونه هو «الوقاحة» بعينها ولا علاقة له بالإسلام من قريب أو من بعيد وليس مقبولا فى أى شرع أو دين. * هل يمكن الربط بين صوت الإرهاب الذى علت نبرته مؤخرا وبين سقوط دولة الإخوان؟ - كل إرهاب يحدث فى العالم العربى اليوم يخرج من عباءة الإخوان؛ فأنا لا أبرئهم أبدا، خاصة الجماعات الجهادية المسلحة التى تدعو إلى الكفاح المسلح، إنهم يدعون إلى قتل المسلم لأخيه المسلم، فأى هراء هذا؟ وعلى رأس من يدعون إلى ذلك الآن أيمن الظواهرى وتنظيم القاعدة، وهم يسترشدون بما يدعو إليه مرشد الإخوان محمد بديع الذى قالها صراحة إن سقوط «مرسى» هو بمثابة هدم الكعبة. * هل تعلم أنهم يكفرون «السيسى» وكل قيادات الجيش وفقا لمعتقدهم بأن سقوط «مرسى» هو سقوط للإسلام وأن الجندى يقف ضد تطبيق شرع الله على الأرض؟ - هم مغيبون فى العقل والعقيدة، ومن أراد أن يعرف صحيح الفتوى والدين عليه أن يذهب إلى شيخ الأزهر أحمد الطيب، فهذا هو المرجعية الحقيقية للدين وصحيحه، أما الحديث عن فتاوى الجهاد وإعلان الإمارة الإسلامية فهى مخططات سياسية باسم الدين. * كيف تنظر إلى دعم «حماس» للإخوان، خاصة فى هذه المرحلة الحرجة وما يحدث من أعمال عنف فى شمال سيناء؟ - إنها ليست «حماس» فقط، بل هناك دعم من التنظيم الدولى المتخفى تحت العديد من المسميات للزج بمصر فى أتون حرب أهلية؛ فالإخوان سيقاتلون بكل قوة لكى لا يسقط تنظيمهم الدولى ومقره الرئيسى مصر، وأعتقد أنه من الأفضل لقيادات الإخوان أن يتوقفوا عن كل هذه العلاقات المشبوهة. * هل قطر جزء من هذا التنظيم الدولى الخفى الذى يساعد الإخوان؟ - أريد أن أتحدث عن مستقبل قطر فى ظل حكم تميم الابن؛ فهو لديه رؤية مختلفة عن والده ولا ينحاز للإخوان، وأتوقع أن ترفع قطر يدها عن الإخوان فى ظل حكمه؛ لأن لديه استراتيجية جديدة تماما فى الحكم. * موقف دول الخليج حيال حكم الإخوان به بعض الضبابية! - دول الخليج العربى لديها ثقة فى الحكم الانتقالى الحالى فى مصر وعلى أتم الاستعداد للمساعدة والاستثمار لكى تخرج مصر من كبوة حكم الإخوان الفاشل وفى انتظار الفرصة المناسبة، وقال لى الأمير نايف بن عبدالعزيز، ولى عهد المملكة العربية السعودية الراحل، صراحة يوما ما: إن الإخوان لا أمان لهم وقد ساعدناهم فى فترات سابقة وطعنونا فى الظهر لأنهم يريدون هدم استقرار العديد من دول الخليج. * هناك تقارير تشير إلى نية الإدارة الأمريكية استبدال السفيرة الأمريكيةبالقاهرة باترسون بروبرت فورد الذى يبدو أن سيرته الذاتية حيال المنطقة لا تبشر بالخير! - روبرت فورد، المبعوث الأمريكى فى سوريا، لم يعمل فى دمشق؛ فقد كانت فترة انتدابه مع بداية الأحداث الدامية فى سوريا، وبالتالى هو لم يخدم فى دمشق فعليا بل من الخارج، وهو يتحدث العربية بطلاقة ويعرف جيدا تفاصيل الملفات السياسية والأمنية فى منطقة الشرق الأوسط، لكن المطلوب منه إذا جاء إلى مصر أن يخدم مصالح أمريكا فقط لا مصالح إسرائيل بالمقام الأول وإلا لن يقبله المصريون. * ما الخطوة المقبلة للإخوان، خاصة بعد إعلان مؤسسة الرئاسة أن فض الاعتصامات بات وشيكا وانتهاء فرصة الحلول السلمية؟ - أرجو ألا يكون هناك فض اعتصامات بالقوة، ليس خوفا من الإخوان، لكن خوفا من إراقة دماء أناس بسطاء تم تغييب عقولهم باسم الدين والشريعة بعد أن أوهموهم أن من يموت فى ميدانى رابعة العدوية أو النهضة هو شهيد، لا والله أبدا لن يكون شهيداً؛ فهو يرفع السلاح فى وجه مصرى مثله ومسلم وهذا ليس من الدين، إنه يقاوم مسلمين آخرين مختلفين معه سياسيا وليس دينيا، والآخرون يريدون الاستقرار للبلد بعد أن عطل الإخوان وشبابهم كل مقدرات الدولة باعتصاماتهم غير المشروعة.