حصلت «المصرى اليوم» على نص التحقيقات فى قضية قتل والاعتداء على المتظاهرين فى أحداث قصر الاتحادية في جمهورية مصر العربية ، فى ديسمبر الماضى، المتهم فيها الرئيس المعزول محمد مرسى و14 آخرون، التى أحالها المستشار هشام بركات، النائب العام، أمس الأول، إلى محكمة الجنايات. وتبين من أوراق التحقيقات، التى بلغت 7 آلاف ورقة، أن النيابة العامة انتقلت إلى مقر احتجاز مرسى، لكنه رفض الخضوع إلى التحقيقات، وأثبت المحقق فى محضر الجلسة أنه انتظره لأكثر من 3 ساعات، وكان يدخل له بين الحين والآخر، فى محاولة لإقناعه بالمثول للتحقيق، إلا أن مرسى بدا عصبياً ومتوتراً، وانفعل عدة مرات وصرخ قائلا: «أنا عندى حصانة بصفتى الرئيس الشرعى للبلاد»، فاضطر المحقق لطرح 20 سؤالاً عليه، طلب فيها رده على اتهامه بإصدار تعليمات لقوات الأمن بفض المظاهرات بالقوة، وتحريضه أنصاره من جماعة الإخوان على استخدام البلطجة والعنف وفرض السطوة، وإحراز أسلحة نارية وبيضاء للتعدى على المتظاهرين، وأثبت المحقق أن المتهم رفض الإجابة. وتعد شهادة اللواء أحمد جمال الدين، وزير الداخلية السابق، أول أدلة الثبوت فى إدانة «مرسى»، وقال فيها إن مرسى طالبه بفض الاعتصام بالقوة، لكنه رفض تنفيذ أوامره، وأبلغه أن المتظاهرين سلميون والاتصالات مع القوى الثورية أكدت عدم اعتزامهم اقتحام القصر، لكن مرسى استدعى أنصاره واعتدوا على المعتصمين بالضرب واحتجزوا بعضهم بجوار السور، ثم اقتادوهم إلى غرفة ملاصقة للقصر، فى حضور السفير محمد رفاعة الطهطاوى، رئيس ديوان رئاسة الجمهورية السابق، مشيراً إلى أنه أعطى تعليمات لقواته بالفصل بين الطرفين حتى لا يسقط مزيد من القتلى والمصابين. وكشفت التحقيقات أن مرسى طلب من قائد الحرس الجمهورى ووزير الداخلية السابق عدة مرات فض الاعتصام، غير أنهما رفضا، حفاظاً على أرواح المعتصمين، ما دعا المتهمين أسعد الشيخة وأحمد عبدالعاطى وأيمن عبدالرؤوف، مساعدى الرئيس السابقين، إلى استدعاء أنصارهم من جماعة الإخوان، فيما حرض المتهمون عصام العريان ومحمد البلتاجى ووجدى غنيم علناً فى وسائل الإعلام على فض الاعتصام بالقوة. وقال ضابط فى الأمن الوطنى، خلال التحقيقات، إن قيادات الإخوان ومسؤولى رئاسة الجمهورية ألقوا القبض على عدد من المتظاهرين واحتجزوهم داخل غرفة ملاصقة لسور القصر، واعتدوا عليهم بالضرب فى محاولة لانتزاع اعترافاتهم بأن هناك أشخاصاً دفعوا لهم أموالاً للتظاهر. وأشار الملازم أول، على عبدالرؤوف، إلى أنه كان ضمن القوات المكلفة بتأمين القصر، وشاهد شخصاً ذا لحية طويلة، وعرف فيما بعد من خلال الفضائيات أنه يدعى علاء حمزة عبدالهادى، ركل أحد المتظاهرين فى بطنه، فنزف دماً من فمه. واستبعدت النيابة السفير رفاعة الطهطاوى، ومحمد بديع، المرشد العام للإخوان، ونائبه خيرت الشاطر، ومحمود غزلان، القيادى بالجماعة، لأنهم يواجهون اتهامات فى قضية منفصلة سيتم الإعلان عنها قريباً، حسب مصدر قضائى. الى ذلك نجحت قوات الجيش الثانى الميدانى في مصر بمعاونة مروحيات الأباتشى التابعة للقوات الجوية فى دك 3 أوكار للجماعات التكفيرية المسلحة بشمال سيناء خلال أعمال قصف جوى استمر لأكثر من 3 ساعات، على فترات متباعدة، منذ الساعة السابعة من صباح اليوم الثلاثاء وحتى الثانية عشرة والنصف ظهرا، وأسفر عن مقتل 8 من العناصر الإرهابية وإصابة نحو 15 آخرين، والقبض على 3، وذلك جنوب مدينة الشيخ زويد فى قرى التومة والمقاطعة. وقال مصدر عسكرى، ل"اليوم السابع" إن القوات تقوم خلال الوقت الراهن بتمشيط محيط الأماكن التى جرى فيها القصف الجوى، لافتا إلى أن أعمال البحث عن العناصر التكفيرية ما زالت تجرى حتى الآن، وما زالت القوات البرية تتواجد على الأرض لملاحقة أى عناصر هاربة. وأوضح المصدر أن مروحيات "الأباتشى" قصفت عدد 2 سيارة "فيرنا ولاند كروزر" محملتين بالأسلحة فى قرى التومة، والمقاطعة جنوب الشيخ زويد بشمال سيناء، إلى جانب تدمير عدد 2 مخزن، ذخيرة للعناصر التكفيرية المسلحة بقرى التومة والمقاطعة جنوب الشيخ زويد، فى إطار العملية العسكرية التى تجريها القوات المسلحة لتطهير سيناء من أوكار الإرهاب. وأشار المصدر، إلى أن طائرات الأباتشى تواصل عمليات التحليق والمراقبة الجوية لقرى جنوب الشيخ زويد، ومحيط مدن الشمال السيناوى، من أجل رصد أى عناصر تكفيرية مسلحة قد تحاول عمل أى عمليات هجومية ارتدادية على القوات البرية الموجودة فى موقع العمليات الآن. وبيّن المصدر أن مروحيات الأباتشى تستخدم صواريخ "هيل فاير" ذات القدرات التدميرية العالية، والدقة فى إصابة الأهداف والمعاقل الإرهابية الى جانب صواريخ "الهايدرا " ومدفع الرشاش المثّبت فى تلك المروحيات عيار 30 ملم. وأوضح المصدر أن العملية العسكرية بسيناء بالتعاون مع وزارة الداخلية، لم تنته حتى الآن وتقوم عناصر الجيش الثانى الميدانى وفق توجيهات من اللوء أركان حرب أحمد وصفى قائد الجيش، بمواصلة الجهود للبحث عن العناصر الإجرامية والمسلحين فى الأوكار المتحمل تواجدهم بها فى الشيخ زويد ورفح. يذكر أن القوات الجوية شاركت فى العملية العسكرية التى تمت اليوم بعدد 4 طائرات أباتشى مسلحة، بعدما رصدت أوكار الإرهابية للعناصر التكفيرية ثم قامت بالقصف الجوى لها. كانت قوات الجيش الثانى الميدانى قد تمكنت صباح اليوم الثلاثاء من القبض على 6 عناصر تكفيرية متهمة بالهجوم على كمائن القوات المسلحة والشرطة المدنية، خلال الفترة الماضية.