لا تزال الرغبة الأمريكية في ضرب سوريا مشتعلة رغم الاقتراح الروسى بإزالة السلاح الكيماوي السوري في مقابل عدم توجيه ضربة أمريكية كانت قد أصبحت وشيكة التوجيه والذي لاقي ترحيبا من جميع الأطراف بما فيها الطرف الأمريكي وبالفعل تم الاتفاق عليه ودخل حيز التنفيذ. لكن الأمر لا يخلو من بعض التصريحات الاستفزازية التي تعكس غضبا أمريكيا مكتوما بسبب الفشل في الحشد الدولي وتنفيذ المخطط الأمريكي في الإطاحة بنظام بشار الأسد. وقال وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، إنه لا يمكن قبول الجرائم التى ترتكب فى سوريا، مؤكدا أننا "لن نتوقف عن التلويح باستخدام القوة ضد سوريا"، رغم أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما، كان يفضل دائمًا الخيار الدبلوماسى على حد قوله في تصريحات نشرها موقع القدس الإلكتروني نقلا عن وكالة الأنباء اسوشيتد برس الألمانية . وحول الأوضاع فى سوريا، أكد كيرى، خلال مؤتمر صحفى مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، أن هناك تداعيات على دول الجوار بسبب النزاع فى سوريا. ولم ينس كيري في هذا السياق أن يطمئن الحليف الاستراتيجي لبلاده في المنطقة وبالطبع هو اسرائيل وبشكل علني سافر بأن الاتفاق الذي توصل إليه مع نظيره الروسي سيرجي لافروف حول الأسلحة الكيماوية السورية قادر على إزالتها بشكل تام وكامل. وقال كيري إنه أطلع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على اتفاق الإطار الذي تم التوصل إليه في جنيف أمس السبت مضيفا أن روسيا قالت إن نظام الأسد وافق على تقديم حصر وإحصاء بترسانته الكيماوية في غضون أسبوع. كما بعث كيري وزير الخارجية الأمريكي رسالة قوية لسوريا قال فيها إن "التهديد باستخدام القوة حقيقي " وقائم لو لم تلتزم سوريا ونظام الأسد بتنفيذ خطة تسليم الأسلحة الكيماوية التي بحوزتها. وكان كيرى قد أصدر تحذيره خلال زيارة سريعة للقدس، اليوم الأحد؛ حيث ناقش الخطة الأمريكية - الروسية الجديدة، لتدمير ترسانة الأسلحة الكيماوية، التى تمتلكها سوريا بحلول منتصف العام المقبل. وشدد على أن التزام سوريا بالخطة سيكون عنصرًا حاسمًا، وإلا فإن التهديد الأمريكى باستخدام القوة لا يزال ساريًا، مؤكدا أنه "لن نسمح بوعود جوفاء". وقال على حيدر وزير المصالحة الوطنية السوري اليوم الأحد إن الاتفاق بشأن الأسلحة الكيماوية السورية بين روسيا والولايات المتحدة هو انتصار لدمشق حققته حليفتها روسيا وأبعد ذريعة شن حرب على سوريا. وكان وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى ونظيره الروسى سيرجى لافروف قد طالبا أمس السبت فى جنيف الرئيس السورى بشار الأسد بالكشف عن أسلحته الكيماوية خلال أسبوع فى اتفاق قد يجعل سوريا تتفادى ضربة عسكرية أمريكية. وقال حيدر لوكالة الإعلام الروسية للأنباء، إن هذا الاتفاق إنجاز للدبلوماسيين الروس والقيادة الروسية وانتصار لسوريا حققته بفضل أصدقائها الروس. وتابع أنه يرحب بهذا الاتفاق، مشيرًا إلى أنه من ناحية سيساعد السوريين على الخروج من الأزمة ومن ناحية أخرى يحول دون شن حرب على سوريا، ولم يتضح ما إذا كانت تصريحات حيدر وهو ليس من دائرة صنع القرار المقربين من الرئيس السورى تعكس وجهة نظر الأسد.
