أعلن مكتب المبعوث الأممي، أمس الأربعاء، أن بدء المشاورات اليمنية في جنيف سيكون (غداً) الجمعة، بعد أن كانت مقررة اليوم الخميس. وكان المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن جريفيث، قد قال، إن مشاورات جنيف قد تتأجل لبعض الوقت، لكنها ستتم في نهاية الأمر، مضيفاً أنه طلب مدة 3 أيام للمشاورات، ويتمنى ألاَّ تمتد إلى 3 أشهر. وأعرب جريفيث، خلال مؤتمر صحفي أمس، عن أمله في إعادة إطلاق عملية سياسية تؤدي لحل النزاع في اليمن، مؤكداً أنه يسعى لإعادة تفعيل عملية السلام، وبناء الثقة بين الأطراف. وأردف: «لدينا فرصة لتحقيق تقدم باتجاه الحل في اليمن»، مشيراً إلى أن إطلاق سراح السجناء من بين أهم إجراءات بناء الثقة، وأنه لا يوجد حل عسكري للأزمة في اليمن. كما أعرب جريفيث عن أمله في عدم وقوع أي عمل عسكري استفزازي يعرقل مفاوضات جنيف، لافتاً إلى أن وقف إطلاق النار ليس شرطاً لبدء المشاورات. وأعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي، عن دعمهم الكامل للعملية السياسية التي تقودها الأممالمتحدة في اليمن، وجهود جريفيث للتوصل إلى تسوية سياسية، وأعادوا تأكيد التزامهم القوي بوحدة وسيادة واستقلال أراضي اليمن. وأكد أعضاء المجلس مجدداً، أنه ما من حل للنزاع في اليمن سوى الحل السياسي، مكررين دعوتهم إلى التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن وبياناته. وفي بيان صحفي صدر أمس، رحب أعضاء مجلس الأمن، بالمشاورات التي تقودها الأممالمتحدة، مع ممثلي الأحزاب اليمنية، واعتبروا أن هذه المشاورات الأولية ستكون خطوة ضرورية ومهمة نحو الاتفاقات السياسية والأمنية الشاملة، التي ستكون مطلوبة لحل النزاع وتحسين الوضع الإنساني، وتحقيق السلام والازدهار والأمن لجميع اليمنيين، كما أشار البيان. وفي الأثناء، أعلن وزير الإعلام اليمني، معمر الأرياني، أن الرئيس عبد ربه منصور هادي، أصدر توجيهاته للوفد المفاوض عن الحكومة اليمنية الشرعية، بوضع قضية الإفراج عن جثمان الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وإطلاق أبنائه وقيادات المؤتمر، وجميع القيادات والصحفيين والناشطين الأسرى والمعتقلين، على رأس أولوياتهم في مشاورات جنيف. ولفت الأرياني في سلسلة تغريدات ليل الثلاثاء/الأربعاء، إلى أن توجيهات الرئيس هادي رسالة مهمة ينبغي أن يلتقطها الجميع داخل المؤتمر الشعبي العام، وخارجه، بضرورة العمل الصادق والبناء لطي صفحة الماضي، والاتجاه نحو المستقبل لاستعادة الدولة ورفع المعاناة عن كاهل الشعب. ووصل وفد الحكومة اليمنية الشرعية، إلى مدينة جنيف السويسرية، للمشاركة في مشاورات جديدة مع ميليشيات الحوثي، لحل الأزمة. وأفاد عضو الوفد اليمني الحكومي عبد الله العليمي، بأن «الوفد المفاوض، وصل إلى جنيف للمشاركة في المشاورات التي ترعاها الأممالمتحدة، عبر مبعوثها الخاص مارتن جريفيث». وأكد العليمي، في سلسلة تغريدات على حسابه بموقع تويتر، أن «الحكومة اليمنية الشرعية، تلتزم في كل محطة من محطات البحث عن السلام، بالإيجابية والجدية والالتزام بالمواعيد المحددة؛ سعياً منها لما يخدم أبناء الشعب ويعزز فرص السلام». وأوضح أن «هذه المشاورات كغيرها من سابقاتها من الجولات، تهدف بالأساس وبكل وضوح، إلى بحث السبل والآليات لتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 2216 وأهدافه، المتمثلة في إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة، ونزع سلاح الميليشيات، ثم استئناف العملية السياسية وفقاً للمرجعيات المقررة». وشدد على أنه «دون الالتزام بذلك، لن يكون هناك سلام، ولا استقرار لليمن». وأردف: «وفد الحكومة اليمنية، سيضع معاناة اليمنيين في قائمة أولوياته، باعتبارها المقدمة الضرورية والمؤشر الجدي في مسار المشاورات»، لافتاً إلى أن «الإجراءات الإنسانية لبناء الثقة، محور ارتكاز هذه الجولة من المشاورات». وفي الأثناء، أعلن المتمردون اليمنيون أنه يتعذّر عليهم مغادرة صنعاء للمشاركة في مشاورات السلام، بسبب عدم توفر طائرة، وعدم وجود ضمانات بإمكانية عودتهم إلى العاصمة، على حد زعمهم. وتأتي ذرائعهم كمحاولة لإفشال أي جهود للسلام، كما درجت عادتهم على القيام به سابقاً. وادعى المتمردون في بيان، أن «الأممالمتحدة لم تستطع استخراج ترخيص بتوفير طائرة عمانية لنقل الوفد والجرحى والعالقين». ولم يوضح المتمردون من هم الجرحى والعالقون الذين أرادوا نقلهم.