منذ اختيار قطر مقرًا لإقامة بطولة كأس العالم 2022، وتلاحقها العديد من مزاعم الفساد والمحسوبية، كما تلاحق أعضاء الاتحاد الدولى لكرة القدم العديد من الاتهامات والشكوك، بشأن نزاهة لجنة الاختيار، وقد تزايدت الدعاوى منذ أسبوعين لإعادة الاقتراع على البلد المضيف للبطولة، مع ورود تقارير بشأن حرارة الجو فى قطر من جهة وتقارير أخرى حول استغلال العمالة الأجنبية بشكل غير إنسانى. وأصدرت لجنة تابعة للاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" تقريرًا يحذر من أثر حرارة الجو فى قطر خاصة فى شهرى يونيو ويوليو، حيث توقيت لعب مباريات البطولة، وهو ما فتح الباب أمام اقتراحات بتغيير موعدها ونقلها إلى فصل الشتاء بدلا من الصيف. التقرير وما تلاه من احتمال تغيير موعد البطولة أثار جدلا واسعًا واتهامات بالفساد تستكمل سلسلة الاتهامات السابقة لمندوب قطر داخل الاتحاد الدولى للحصول على حق تنظيم البطولة، وطالبت وكالة الأسوشيتدبرس أعضاء الاتحاد الدولى لكرة القدم بالاستقالة من مناصبهم إذا تم تغيير موعد البطولة، لتقام فى الشتاء بدلا من الصيف، إذ أن الوكالة الأمريكية أبدت دهشتها من عدم التفات أعضاء الفيفا إلى الأمر قبل أن يجرى اختيار قطر عام 2010، فى اقتراع سرى طغت عليه مزاعم فساد ومحسوبية. وقال تقرير لجنة تقصى الحقائق التابعة للاتحاد الدولى لكرة القدم بشأن قطر: "إن صيفها حار جدًا ومشمس وذو رطوبة عالية"، وحذر التقرير المكون من 34 صفحة، من أن إقامة البطولة بين يونيو ويوليو نظرًا لارتفاع حرارة الجو فى قطر، مما يؤدى إلى مخاطر صحية محتملة على اللاعبين والجمهور الأمر الذى يتطلب إجراءات معينة. وتساءلت "الأسوشيتدبرس": هل مسئولى الفيفا ال 14 الذين صوتوا لدعم استضافة قطر للبطولة بدلا من الولاياتالمتحدة وضعوا مصالح شخصية فى اعتبارهم؟.. أم أنهم اعتقدوا أنه بإمكان قطر أن تتغلب على الأمر من خلال تكنولوجيا تكييف الهواء لتبريد الملاعب والأماكن الأخرى؟، وإذا كان الخيار الأخير هو الصحيح، فهل تبخرت وعود قطر هذه؟ ولماذا نجد بعد ثلاث سنوات من اختيار الدولة الخليجية نقاشًا بشأن الحاجة لتغيير ميعاد وخطط البطولة؟". وترى الوكالة الأمريكية، أن هذا النقاش جاء بعد فوات الأوان وهو ما يستوجب استقالة رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم جوزيف سيب بلاتر والجزء الأكبر من اللجنة التنفيذية التى صوتت لصالح قطر، لأنهم إذا كانوا قد قرروا خلال اجتماع مغلق قبل أسبوع أنه من غير المعقول إقامة نهائيات كأس العالم 2022 فى الصيف، فبالتأكيد لم يكن من المعقول من الأساس اختيار قطر. وهذا يعنى، بغض النظر عن تصويت الأعضاء، أن عملية صنع القرار داخل الفيفا سيئة للغاية، إذ لا يمكن بالتأكيد الوثوق بمسئولى الاتحاد لإنهاء تلك الفوضى التى تسببوا فيها، فبسبب هذه الفوضى قد يضطر اللاعبين والبطولات الأخرى وعلى رأسها دورى أبطال أوروبا، والإعلاميين والجميع لإعادة ترتيب جداولهم وخططهم لإصلاح ذلك الخطأ الذى وقع فيه مسئولو الفيفا. وتؤكد الأسوشيتدبرس، أنه لابد من اتخاذ خطوة أمينة من خلال إعادة التصويت على مكان إقامة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 تحت إدارة جديدة للفيفا، وهو الاقتراح الذى يؤيد نصفه الأول "جريج دايك" رئيس الاتحاد الإنجليزى لكرة القدم إذ أنه أشار إلى إمكانية نقل البطولة إلى مكان آخر، إذا أنه يعارض بالاتفاق مع نظيره الألمانى تغيير موعد البطولة لتقام فى الشتاء بسبب تأثيرها على بطولة الدورى المحلى، ومع ذلك لا يزال الجدل قائما ولم يحسم الأمر بعد بسبب تضارب المواقف داخل "الفيفا". لكن هذه لم تكن المشكلة الوحيدة التى تهدد حق قطر فى استضافة البطولة، فلقد نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية تقريرا حول وفاة 70 عاملا نيباليًا فى مواقع بناء المنشآت الرياضية لمونديال 2022، وفقًا لوثائق من سفارة نيبال فى الدوحة، وأشارت إلى وجود أدلة على استخدام عمالة بالإكراه فى مشروعات بنية تحتية فى إطار الاستعداد لاستضافة البطولة. هذه التقارير زادت الانتقادات الموجه للفيفا ودفع البعض لاتهامها باستغلال قضية حرارة الجو كغطاء لتجنب الحديث فى قضية استغلال العمالة فى قطر، وكتبت مارينا هايد على صفحات الجارديان تقول، إن أكبر خدعة تستخدمها الفيفا هو محاولة تلخيص مساوئ إقامة نهائيات كأس العالم فى الحرارة المرتفعة فى فصل الصيف متجاهلة تمامًا أن المنشآت الخاصة بالبطولة تبنى بواسطة استغلال العمال فى تلك الدولة. وانتقدت إصرار أعضاء الفيفا على إقامة بطولة 2022 فى قطر، وليس إعادة التصويت الذى يسمح لدولة بفرصة أخرى. وتضيف الوكالة الأمريكية، أن الفيفا ليست أكثر من هيئة طفيلية، تنزل على بلد مضيف كل أربعة أعوام لتحصل على مليارات من الأرباح معفاة الضرائب وتدوس على قوانينها ومبادئها من أجل هذه الأموال. ففى تصريحات وصفتها الكاتبة بأنها، تقشعر لها الأبدان، قال جيرون فالكة، الأمين العام للفيفا، فى أبريل الماضى: "إن ضعف الديمقراطية أحيانًا ما يكون أفضل لتنظيم كأس العالم"، وهو تصريح عبثى ينتقص من هدف كرة القدم على تحسين وضع العالم. وفى مايو 2011 اتهم جاك وارنر، عضو الفيفا المعلق وقتها، محمد بن همام رئيس الاتحاد الأسيوى لكرة القدم وقطر بشراء الأصوات فى الاتحاد الدولى لكرة القدم لتفوز بتنظيم كأس العام، وقالت صحيفة الديلى تليجراف، وقتها، إن وارنر نفى فى تصريحات غاضبة اتهامات الرشوة الموجهة إليه عقب تعليق عضويته. وزعم أن الأمين العام بالفيفا جيروم فالكة أرسل له بريدًا إلكترونيًا فى 18 مايو قائلا: "لا أفهم لماذا رشح بن همام نفسه لمنصب رئيس الاتحاد، الفيفا، هل يعتقد أن لديه فرصة حقيقة أم لمجرد التعبير عن كراهيته لجوزيف بلاتر". ويضيف فالكة وفق البريد الإلكترونى المزعوم: "إن بن همام يعتقد أنه يستطيع شراء الفيفا مثلما اشتروا كأس العالم، أراهن منذ اليوم الأول أنه سينسحب، لكن فى 1 يونيو بعد إلقاء خطابه ب10 دقائق". وزعم وارنر، أن بلاتر قدم هدية قدرها مليون دولار لاتحاد الكونكاكوف، الذى يترأسه، فى 3 مايو ليصرفوه فيما يرونه مناسبًا، وأضاف أن ميشيل بلاتينى، رئيس الاتحاد الأوروبى لكره القدم، تقدم بشكوى لفالكة لأنه بلاتر لم يحصل على إذن من اللجنة المالية لتقديم الهدية.