لم يعد المبعوث الأممي بنعمر وحده من يدعي اكتمال الحوار بنسبة امتياز.. السفيرة الأمريكية للأسف هي الأخرى هلَّت علينا وأطلَّت من النافذة الخطأ، وادعت أن مؤتمر الحوار قد أنجز 90 في المائة من أهدافه. الفارق بينهما أن بنعمر يدعي ذلك منذ الأسبوع الأول على انطلاق فعاليات مؤتمر الحوار، وأنه قد أنجز هذه النسبة (90 %).. كما لو أن أهداف الحوار هي: استئجار فندق 5 نجوم كمقر لانعقاد المؤتمر، تشكيل قوام المؤتمر وتوزيع القادمين من المحافظات على فنادق في أمانة العاصمة، إنشاء مركز إعلامي للمؤتمر، تجهيز آلة تصوير (طابعة) ووضعها في متناول الأعضاء في ممرر الفندق، استقدام أشخاص وإضفاء صفة ال(خبير) عليهم لإلقاء محاضرات التهمت نصف الوقت أو يزيد.. والقائمة تطول من تلك الأهداف التي ليست أكثر من سراب يحسبه شيخ مشايخ موفنبيك حواراً، فإذا جاءه وجده خوااااراً. أهداف مؤتمر الحوار منصوص عليها في الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية في المادة (19) على النحو التالي: عملية صياغة الدستور، بما في ذلك إنشاء لجنة لصياغة الدستور وتحديد عدد أعضائها، الإصلاح الدستوري ومعالجة هيكل الدولة والنظام السياسي واقترح التعديلات الدستورية إلى الشعب اليمني للاستفتاء عليها، يقف الحوار أمام القضية الجنوبية بما يفضي إلى حلٍّ وطني عادل يحفظ لليمن وحدته واستقراره وأمنه، النظر في القضايا المختلفة ذات البُعد الوطني، ومن ضمنها أسباب التوتر في صعدة، اتخاذ خطوات للمضي قُدماً نحو بناء نظام ديمقراطي كامل، بما في ذلك إصلاح الخدمة المدنية والقضاء والإدارة المحلية.... إلخ. وفي المادة (23) تقول الآلية- وليس ياسين والآنسي والعتواني- المتعلقة بإدارة الانتخابات في ظل الدستور الجديد: "خلال 3 أشهر من اعتماد الدستور الجديد، سيعتمد البرلمان قانوناً لإجراء انتخابات وطنية برلمانية، وكذلك انتخابات رئاسية إذا كان الدستور ينص على ذلك". والآن، أعرني مسامعك يا بنعمر: تمديد الفترة الانتقالية تحت مسمى المرحلة التأسيسية يعني في ما يعنيه ويؤكد بكل لغات العالم أن الحوار الوطني في اليمن فشل. يا بنعمر: أعرني مسامعك مرة أخرى، أخالسك السمع: إذا أنت متأكد أن مؤتمر الحوار قد أنجز 90 في المائة من أهدافه، فهذا يكفي، كثر الله خيرك، والعشرة الباقية اعتبرها لك مصروف طريق.