أكد المحامي الفرنسي كريستوف بوتان، نائب رئيس الجمعية الفرنسية للنهوض بالحريات الأساسية، أن الجزائر تمنع بشكل ممنهج زيارة المنظمات غير الحكومية المدافعة عن حقوق الإنسان لمخيمات تندوف، كما تعترض على إجراء إحصاء المحتجزين بهذه المخيمات. وأشار بوتان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان التي ترتكب بمخيمات تندوف جنوبالجزائر. من جهته، دعا وفد من ضحايا التعذيب السابقين بمخيمات تندوف المجتمع الدولي إلى التدخل لوضع حد للجرائم التي يرتكبها قادة جبهة البوليساريو في تلك المعتقلات، فضلا عن المتابعة القضائيّة ل»جلادي جبهة البوليساريو» على جرائمهم تلك. وأوضح أعضاء الوفد، في تصريحات صحفية بمناسبة مشاركتهم في الدورة الثانية للأيام الثقافية المغربية الإيطالية الملتئمة نهاية الأسبوع بروما، أنهم أطلعوا عددا من المسؤولين في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمة العفو الدولية وجمعية الحماية القانونية لحقوق الإنسان على «الوضعية المأساوية بمخيمات تندوف مع التركيز بشكل خاص على الانتهاكات اليومية والممنجهة لحقوق الإنسان». وأضاف أعضاء الوفد أن محاوريهم عبروا لهم عن «صدمتهم لفداحة انتهاكات حقوق الإنسان والتعذيب الممنهج الذي لا يستثني حتى الأطفال في هذه المخيمات». وقال أسير الحرب السابق علي نجاب، الذي أمضى 25 سنة في معتقلات تندوف بالجزائر، إنه أطلع محاوريه على فداحة التعذيب والممارسات اللاإنسانية بتندوف. وأشار علي نجاب، نقلا عن تقرير البعثة الدولية للتحقيق في ظروف احتجاز أسرى الحرب المغاربة بتندوف نشرته (فرانس ليبرتي)، إلى أن «الجزائر كانت أول بلد يعترف بالبوليساريو، كما أنها مكنت البوليساريو من الأسلحة واللوجستيك العسكري الضروري»، مشيرا إلى «المعاناة التي قاسيناها خلال ربع قرن من الزمن لدى البوليساريو ولدى الجزائر خلفت لدينا آثارا عميقة وخطيرة جسديا ومعنويا». كما دعا نجاب إلى الكشف عن مصير عشرات المختفين خاصة الأطفال الذين المختطفين خلال هجمات البوليساريو على مدن طانطان والبويرات والسمارة سنة 1979 وفي مناطق أخرى. من جانبه دعا رئيس جمعية المفقودين في تندوف، داهي أكاي ولد سيدي يوسف، إلى متابعة «جلادي جبهة البوليساريو أمام القضاء على الجرائم المرتكبة بسجون مخيمات تندوف بالجزائر». وأبرز أكاي انتهاكات حقوق الإنسان بتندوف ومختلف الجرائم المرتكبة من طرف قادة البوليساريو، مذكرا بأن «80 في المائة من سكان مخيمات تندوف هم صحراويون من أصل جزائري وليست لهم أية علاقة بالأرض التي يطالبون بها»، قائلا إن «الجزائر لن تدعم أبدا أي تسوية سياسية لهذا النزاع، وأنها ستواصل دعم هذا الجزء من سكانها الذين ينشرون الرعب بتندوف».