كان بإمكان قادة التجمع اليمني للإصلاح إيقاف جرائم الدماء المهدورة بمحافظة صعدة والجبهات الأخرى المفتوحة على الجحيم.. ومازال بإمكانهم إيقاف النزيف إن استجابوا لنداء ماتبقى من عقلاء بقيادة أمست هشّة في تفكيرها وتفريطها بأنبل حالةٍ إنسانية. الإصلاحيون من الداخل وخصوصاً المؤطرين في تنظيم الإخوان المسلمين يفقهون حديثي هذا جيداً ويعلمون أنّ مايحدث عبارةً عن تصفيةٍ دنيئة بين الرموز الدينية والمراجع المتفيقهة فيما يُسمّى القادة التقليدين للجناح الوهابي فرع الإصلاح والجناح السلفي.. ومردّ هذا الصمت المريب والعمل اليوميّ على إثارة الفتنة والمزيد من القتل والدمار هو النيل من حركة السلفيين الجامدة نتيجة وقوفها مع الرئيس السابق إبّان خوض الإصلاح لعبة ما كان يُسمّى بالربيع العربي. أثق جيداً ويثق معي الكثير والكثير من المطلعين على أحقاد المتأسلمين.. أنّ الدماء التي تتناثر حالياً في محافظة صعدة وحجة وعمران والأطفال والعجائز الذين يموتون يومياً جوعاً وخوفاً ونكالاً هي في ذمّة قادة الإصلاح.. القادة الدينيون أولاً ثم العسكريون والذين أسرفوا كثيراً في تزييف وعي غالبية الشعب وهتكوا أجمل علاقة إنسانية وتوعوية بين الله وعباده حين تحدثوا باسمه وعاقبوا خلقه عن طريق اعتقاداتهم التي لم يذهب ضحيتها سوى الجهلاء وأنصاف العقول ممن أضافوا للإسلام أعباءً موحشة لن يتخلص العامة منها بسهولة.. والأدلة لا حصر لها.