طالب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، لاعب كرة القدم الشهير، النائب هاكان شوكور، بالتخلي عن مقعده في البرلمان بعد استقالته من الحزب الحاكم (العدالة والتنمية). وقال مراقبون إن أردوغان يفتح على نفسه بابا للمواجهة بهذا الموقف خاصة أن اللاعب من أتباع رجل الدين فتح الله كولن المقيم بأميركا وصاحب الشعبية الكبيرة، التي مكنت أردوغان من الهيمنة على الانتخابات لمدة ثلاث دورات انتخابية. وأضاف المراقبون أنه الخطر الحقيقي الذي يهدد استمرار أردوغان في السلطة خاصة بعد مساعيه لتغيير الدستور بما يمكنه من الترشح للرئاسة بعد استنفاد حقه القانوني في الترشح للمرة الرابعة لرئاسة الحكومة. وأكدوا أن المواقف الأخيرة لرئيس الوزراء الذي يسعى إلى التضييق على الحريات الشخصية من خلالها، هي سبب الخلاف الرئيسي مع كولن، وخاصة ما تعلق بمنع الاختلاط في المدارس. واعتبر شوكور أن "التعامل مع الأشخاص الذين أيّدوا الحكومة بقوة في كل قضية، كأعداء، ليس سوى إنكار للجميل في أحسن الأحوال". وكان شوكور، لاعب فريقة "غلطة سراي" والقائد السابق للمنتخب التركي لكرة القدم، قد أعلن الإثنين، استقالته من حزب (العدالة والتنمية) الذي يمثّله في البرلمان منذ عام 2011، بسبب قرار إغلاق المعاهد التحضيرية المؤهلة لدخول الجامعات التي ترعاها حركة فتح الله كولن. واستقالة شوكور من حزب العدالة والتنمية الحاكم تقدم أكبر دليل ملموس حتى الآن على وجود شقاق بين أردوغان وكولن الذي يقول أنصاره إن أعدادهم بالملايين. وأغضب أردوغان الحركة التي يشغل أعضاؤها مناصب قوية في مؤسسات تتراوح من الشرطة والخدمات السرية إلى القضاء بسبب خططه الرامية إلى إلغاء المدارس الخاصة والتي تدير حركة كولن الكثير منها. وتمثل مدارس كولن التي أقيمت في أنحاء أفريقيا والشرق الأوسط والولايات المتحدة وآسيا مصدرا رئيسيا للدخل لكنها أيضا أداة نفوذ قوية خاصة في تركيا حيث تشكل شبكة من اتصالات النخبة والولاءات الشخصية. يشار إلى أن شعبية أردوغان بدأت في التراجع خاصة بعد المواجهات التي تمت الصائفة الماضية مع آلاف الشبان الغاضبين من تدخله في حرياتهم الشخصية وسعيه للانقلاب على طبيعة الدولة التركية كدولة علمانية من خلال اقتراح قوانين حول الإجهاض ومنع الخمور. وأسهم التعامل الأمني العنيف مع المتظاهرين في تزايد التأييد والتعاطف مع مطالبهم من فئات مختلفة داخل المجتمع التركي، خصوصًا وأنها تظاهرات سلمية بدأتها مجموعة من الشباب بدافع الحفاظ على طبيعة "جيزي بارك" كحديقة ترمز للحرية وهوية المجتمع التركي العلماني المتفتّح.