عندما يستقطبك السحرة إلى سراديبهم الحزبية، وإلى مغارات تنظيماتهم السرية أو العلنية.. لا يستقطبونك من أجل تحريرك من الأغلال والأوهام، أو من الخرافات والخزعبلات، وإنما من أجل تكبيلك بأغلالهم وأوهامهم، ومن أجل أن تبقى سجين خرافاتهم الحزبية وأسير خزعبلاتهم المذهبية. السحرة في كل الأحزاب والتنظيمات والجماعات أسوأ من كل السجانين.. إنهم يحبسون أتباعهم وأنصارهم في سجون خرافاتهم وأوهامهم، وفي سراديب خزعبلاتهم وشعوذاتهم، ولا يسمحون لهم بالخروج للتنفس في الهواء الطلق. ومثلما يجرّد السجانون السجناء المستجدين من ملابسهم ويكسونهم بملابس السجن الكاكية الكئيبة.. يفعل السحرة في هذه الأحزاب والتنظيمات والجماعات. إنهم يجرّدون كل عضو ينضم إليهم من قناعاته، ومن علاقاته وصداقاته، ويكسونه بقناعات، وبعلاقات وصداقات بلون الكاكي، بلون الكآبة، وبلون الكراهية. السحرة في اليمن مازالوا هم أنفسهم في قمة مجدهم، في قمة الهرم، وفي قمة الوهم. إنهم يريدون منك أن تؤمن بخزعبلاتهم الحزبية، الثورية، الوطنية، المذهبية، الدينية أو العلمانية. يريدون من أتباعهم وأنصارهم أن يبقوا عمياناً لا أن يبصروا.. أن يظلوا منوّمين وواهمين لا أن يستيقظوا من نومهم ووهمهم. السحرة في اليمن يتنافسون على حشد الأتباع والأنصار، وعلى حشد عقول وقلوب وجيوب أتباعهم وأنصارهم بالأوهام والخزعبلات والمسدسات، وبالمزيد من الضغائن والكراهية. السحرة الحزبيون السحرة القبليون السحرة المدنيون السحرة الوطنيون السحرة الثوريون السحرة الربانيون السحرة العلمانيون السحرة المذهبيون السحرة المعتدلون السحرة المتطرفون السحرة التكفيريون السحرة التفجيريون السحرة الوحدويون السحرة الانفصاليون كل السحرة في اليمن يلعبون لعبة الغمّيضة، لعبةَ غامضة. يلعبون مع أتباعهم وأنصارهم، يلعبون بهم يلعبون بنا يلعبون بالسيارات المفخخة وبالأحزمة الناسفة كلهم يلعبون بالنار.