قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الأربعاء، إن الجيش الأميركي يبدأ استعداداته للانسحاب كليا من شمال شرق سوريا، دون تأكيد رسمي من البيت الأبيض أو وزارة الدفاع (البنتاغون). ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين، لم تسمهم، أن واشنطن بدأت إبلاغ شركائها في شمال شرقي سوريا أنها "ستنسحب فورا من المنطقة". وتعد خطة الانسحاب تحولا مفاجئا للاستراتيجية الأميركية، خاصة بعدما عدل الرئيس دونالد ترامب عن رغبته، التي كررها مراراها في وقت مبكر من هذا العام، وقرر الإبقاء على نحو ألفي جندي أميركي منتشرين في سوريا لمحاربة داعش. وبحسب الصحيفة الأميركية، فإن القرار يأتي بعد مكالمة هاتفية بين ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان الذي هدد بشن هجوم على وحدات حماية الشعب الكردية، المكون الرئيس لقوات سوريا الديمقراطية، التي تدعمها الولاياتالمتحدة في حربها ضد تنظيم داعش. لكن أنقرة تعد وحدات حماية الشعب الكردية جماعة إرهابية مرتبطة بحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يخوض تمردا في جنوب شرق تركيا منذ ثلاثة عقود. وكان أردوغان قال، الأسبوع الماضي، إن تركيا ستشن عملية جديدة خلال أيام ضد وحدات حماية الشعب، لكنه لم يحدد بعد موعدا لشنها. وتأتي أنباء الانسحاب الأميركي من سوريا، بالتزامن مع وصف وزارة الخارجية الروسية الوجود الأميركي في سوريا ب"غير الشرعي"، قائلة إنه تحول لعائق خطير في طريق تسوية الأزمة السورية. يذكر أن تركيا تدخلت بالفعل ضد وحدات حماية الشعب في منطقة غربي الفرات في العامين الماضيين، لكنها لم تستهدف بعد أي منطقة شرقي النهر. وأحد أسباب ذلك هو رغبتها في تجنب المواجهة المباشرة مع القوات الأميركية. ويقول البنتاغون إن لديه نحو 2000 جندي في سوريا.