عروس الساحل الغربي "البحر الأحمر " الحديدة تئن من الألم والحزن يرتسم على محياها حتى أضاع جمالها فمن يزورها لا يكاد يعرفها ويتساءل هل يعقل أن تكون هذه الحديدة عروس الساحل كله من اقصى شمال البحر الأحمر إلى جنوبه بضفتيه الشرقية والغربية هل يعقل ان تصل الأمور إلى هذا الحد من الإهمال لهذه العروس . هذه المقدمة البسيطة خطرت ببالي خلال زيارتي الأخيرة لمحافظة الحديدة ومن هول ما رأيت في هذه المدينة التي كانت في يوم من الأيام تسمى عروس البحر الأحمر وكانت سعيدة لكنها اليوم تحولت إلى عروس حزينة بسبب ما جرى لها فالتنمية متوقفة في الحديدة والأمن يتدهور يوما عن يوم والخدمات تتلاشى ويحل محلها الفوضى والتسيب والإهمال فانتشرت عصابات السرقة والمظاهر المسلحة بشكل مخيف ولم يعد بمقدور احد ايقافها . اخاطب الحكومة بالقول حرام عليكم ما يجري لهذه المحافظة وأنتم تتفرجون عليها وكأنها من ساحل العاج او بوركينا فاسو ، هذه هي الحديدة التي تنكرتم لها وأغمضتم عيونكم عما يجري فيها ولم تكلفوا أنفسكم عناء البحث عن اسباب ما حل بها وكيفية معالجة أوضاعها تعتبر من أهم المناطق في اليمن وكانت في يوم من الأيام تسمى عروس البحر الأحمر بل كانت مقصد السياح والتجار . وأوجه نداء عاجل إلى فخامة رئيس الجمهورية وأقول له لقد فقدنا الأمل في هذه الحكومة المصابة بعمى الألوان والتي اختلطت عليها الأمور فصارت لا تفرق بين الأبيض والأسود والأزرق والأخضر ولم يعد أمامنا بعد الله سوى شخصكم الكريم لتعملوا على تصحيح الأوضاع وإعادتها إلى نصابها لتعود البسمة إلى شفاه الحديدة لتكون عروس البحر الأحمر السعيدة . فخامة الرئيس هل يمكن أن تسالوا الحكومة عن مدى معرفتها بما تعانيه الحديدة وما تحتاجه من مشاريع وخدمات لانتشالها من وضعها الحالي ؟ وهل قامت الحكومة بإدراج الحديدة ضمن خطتها القادمة إذا كان لديها خطة ؟ وهل يمكن ان يتم توجيه الحكومة بعقد اجتماعات لها في الحديدة لتتعرف على احتياجاتها من الواقع ؟ وبالتالي وضع خطة عاجلة لإنقاذها فهي في وضع كارثي بمعنى الكلمة والاستفادة من تعهدات المانحين التي شغلت الناس ولم تعرف الحكومة كيف تستوعبها رغم انها شكلت مجلس تنفيذي لتسريع استيعاب تعهدات المانحين برئاسة رئيس الوزراء رئيس مجلس الإدارة محمد سالم باسندوة لكن المجلس يبدو انه نائم ويجتمع من اجل صرف بدل الاجتماعات فقط فلم يقدم المجلس أي كشف للمانحين بالمشاريع والاحتياجات لان هذه المبالغ المتعهد بها ما زالت في خزائنهم لأنهم لم يجدوا من الحكومة او مجلسها التنفيذي أي تجاوب كما انهم غير واثقين من نزاهة حكومتنا الرشيدة ليعطوا لها فلوس دون أي ضمانات وهكذا ستظل هذه المبالغ لديهم حتى اشعار اخر . اعتقد ان على الحكومة ان تذهب الى الحديدة وتطلع على ما تعانيه وما تحتاجه ووضع خطة سريعة واستثنائية وإرسالها لمجتمع المانحين والطلب منهم بتنفيذ هذه الخطة بأنفسهم لأننا لم نعد نثق في أي فرد من هذه الحكومة الفاشلة بامتياز فهم جميعاً مصابون بعمى الألوان مما افقدهم القدرة على معرفة ماذا يريدون ؟ ولماذا ؟ وأين ؟ ومتى ؟ و ...... و...... وكيف سيستوعبون أموال المانحين رغم ان الأمر في غاية السهولة عند من يفهم. فخامة الرئيس اتمنى ان تكون لكم كلمتكم على هذه الحكومة من اجل الحديدة هذه العروس الحزينة حتى تستعيد فرحتها والقها وتكون عروسالبحر الأحمر السعيدة ..